حذّر خبير الشأن الفلسطيني ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، د. مايكل ملشتين، في حديث لموقع بكرا، من أن خطة الحكومة الإسرائيلية تجاه غزة "تبدو على الورق مقبولة، لكنها في الواقع مليئة بالأوهام وتكرار للأخطاء السابقة".
وقال ملشتين: "أهداف الحكومة المعلنة – من تفكيك قدرات حماس، وتجريد القطاع من السلاح، وفرض سيطرة أمنية، وإنشاء سلطة حاكمة جديدة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن – قد تبدو منطقية، لكن هناك فجوة واسعة بين هذه الأهداف والواقع الميداني."
فجوة بين الأهداف والتنفيذ
وأشار إلى أن هذه الفجوة تعزز الشكوك الدولية في حكم إسرائيل وتؤدي إلى تآكل الثقة بقيادتها، مضيفًا: "كل بند في الخطة يثير تساؤلات جدية، بدءًا من كيفية إجلاء مليون فلسطيني من مدينة غزة، وصولًا إلى التعارض المحتمل بين القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن."
غموض حول السلطة الحاكمة المقبلة
وانتقد ملشتين غموض الخطة فيما يتعلق بالجهة التي ستتولى حكم غزة بعد الحرب، قائلاً: "من هو الكيان الغامض الذي سيحكم غزة؟ ولماذا نوسع مؤسسة إنسانية فاشلة ستتعثر أكثر تحت ضغط إضافي؟"
تكرار إخفاقات تاريخية
ورأى أن الحكومة تكرر عقلية "الهندسة المصطنعة للواقع" التي فشلت في أماكن أخرى، مشيرًا: "هذا المنطق المضلل هو نفسه الذي قاد إلى إخفاقات كبرى، من فيتنام والعراق إلى لبنان عام 1982، حيث لم ينظر السكان المحليون أبدًا إلى القوات الأجنبية كمحررة، وغزة لن تكون استثناء."
كما حذر من أن إسرائيل اختارت سياسة أنصاف الحلول، موضحًا: "بدلًا من الحسم، قررت الحكومة السيطرة على مدينة غزة وإفراغها، وهو خيار يطيل أمد الحرب ويستنزف الجيش والمجتمع."
وشدد على أن الخطة تحمل خسائر استراتيجية حتى قبل تنفيذها، قائلاً: "نحن نشهد تدهورًا في صورة إسرائيل عالميًا، وتزايدًا في الدعوات للاعتراف بدولة فلسطينية، وحتى حلفاء مثل ألمانيا بدأوا في رفض بيع أسلحة يمكن استخدامها في غزة."
مسيرة نحو الكارثة
وختم ملشتين تحذيره قائلاً: "التاريخ نادرًا ما يشهد مسيرة واثقة نحو الكارثة، لكن هذا ما نراه الآن. علامات التحذير كثيرة، لكن القيادة تواصل المسير في الاتجاه الخاطئ."