شهدت مدينة تل أبيب، أمس، مظاهرة أمام "بيت سوكولوف" للصحافة، شارك فيها عشرات الصحافيين، احتجاجًا على ما وصفوه بالقتل الممنهج والمقصود للصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وجاءت هذه الخطوة في ظل تزايد أعداد الضحايا في صفوف الصحافيين منذ بداية الحرب على القطاع، حيث وثّقت منظمات محلية ودولية مقتل ما يقارب 240 صحافيًا حتى الآن.
وتأتي هذه الممارسات في سياق سياسة إسرائيلية ممتدة تقوم على استهداف الصحافيين الفلسطينيين كجزء من بنيتها الاستعمارية، إذ يرى باحثون أن قتل الصحافيين ليس مجرد نتيجة عرضية للحرب، بل هو أداة مقصودة لطمس الحقيقة ومنع توثيق الجرائم. فمنذ سنوات، استهدفت قوات اسرائيل مراسلين ومصورين فلسطينيين، وأغلقت مؤسسات إعلامية، واعتقلت نشطاء لمجرد نشرهم آراءهم.
المتظاهرون في تل أبيب رفعوا شعارات تطالب بوقف استهداف الصحافيين، ونددوا بمنع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة، معتبرين أن هذا الإجراء يهدف إلى حجب الحقائق ومنع العالم من الاطلاع على ما يجري. كما عبّر المشاركون عن تضامنهم مع زملائهم في غزة الذين يعملون في ظروف شديدة الخطورة، ويواجهون تهديدًا دائمًا لحياتهم.
ايصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي
الصحافي أورن زيف، أحد منظمي المظاهرة، قال في تصريح إنهم وقفوا يوم الأربعاء بصمت، إلى جانب عشرات الصحافيين، للتعبير عن رفضهم لسياسة الاغتيالات التي تستهدف زملاءهم في غزة. وأكد أن الهدف كان إيصال رسالة بوجود صحافيين يعارضون هذه السياسة، ويطالبون بتأمين الحماية لصحافيي غزة الذين أصبحوا هدفًا مباشرًا، في وقت تمنع فيه السلطات دخول الإعلام الدولي لتغطية الأحداث بشكل مستقل.
وأضاف زيف أن هذه الوقفة جاءت أيضًا للاحتجاج على صمت معظم صحافيي التيار العام في إسرائيل، الذين يلتزمون برواية الجيش دون تدقيق أو تحقيق، مشيرًا إلى أن بعضهم وصل إلى حد "الاحتفال" باغتيال الصحافيين في غزة، ما يعكس تواطؤًا خطيرًا مع سياسات الحرب على الإعلام الفلسطيني.