في اللهجة العامية تعني كلمة "متمسح" الشخص غير المبالي الذي لا يظهر ردود فعل قوية تجاه الأحداث. ويمكن مقارنة هذه الكلمة بـ "thick-skinned" في اللغة الإنجليزية، أي الشخص الذي لا يتأثر بالانتقادات. بمعنى أن الشخص "المتمسح" هو عديم التأثر. وبشكل عام فإن كلمة "متمسح" تحمل دلالة سلبية حيث قد يُفهم الشخص المتمسح على أنه غير منطقي وغير مهتم بالآخرين. وهذا ما ينطبق على دول الجامعة العربية فيما يتعلق بالحرب الاسرائيلية على غزة. فالدول العربية غير مبالية بقتل أهل قطاع غزة وشعب هذه الدول (العربي) اسما لا يهتم بما يجري حوله وكأنه تلقى " جرعة تخدير" بعكس بعض شعوب ودول "الكفّار" الذين تمتلئ شوارع عواصمهم بمظاهرات ضد ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة.
أول ردة فعل على قرار الحكومة الاسرائيلية لاحتلال غزة، لم يكن من أنظمة الدول العربية "الشقيقة" أو من شعبها من المحيط الى الخليج، بل كان من دولة غربية اسمها أستراليا التي سارعت فورا بعد اعلان تننياهو عن قراره احتلال غزة، الى ادانة واستنكار القرار، الذي وكما يبدو لم تسمع به دول الجامعة العربية، والذي على الأكثر لم يصل يعد الى آذان دول التطبيع ولا سيما دول اتفاقات إبراهيم.
ليس فقط استراليا وحدها التي استنكرت قرار احتلال غزة. فقد شاركتها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا، بإصدار بيان مشترك رفضت فيه القرار، وطالبت بوقف تنفيذه. بيان هذه الدول لم يتوقف فقط على الإدانة، بل ذهب الى أبعد من لك في مطالبة المجتمع الدولي ببذل ما بوسعه من أجل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، خاصة في ظل خطر المجاعة الذي يهدد غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق.
حتى قادة من عالم السياسة والأمن في اسرائيل اعتبروا قرار نتنياهو سلبياً للغاية ولا يمكن قبوله بتاتاً. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وصف قرار حكومة نتنياهو احتلال قطاع غزة بأنه "كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة وهو يناقض مع موقف الجيش والأمن."
رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي يائير غولان دعا إلى إغلاق البلاد وشل الاقتصاد. وقال في مقابلة مع موقع واينت: " ان الحكومة تجرنا إلى حرب لا داعي لها من شأنها أن تورط إسرائيل على كل الصعد - الأمنية والدولية والاقتصادية - ويجب أن نعارضها. حتى رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، الداعم كلياً لكل قرارات نتنياهو،أعلن هذه المرة عن معارضته لقرار نتنياهو. وقال هنغبي خلال جلسة الكابينيت: أن "وقف إطلاق النار سيُمكّن من محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى العشرة المتبقين.
وأخيراً...
المناضل الراحل حسين عيد الحليم أيو عياش (أبو علي) أحد أيرز وجوه الشتات الفلسطيني واللاحئ في مخيم البص بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان وهو من بلدة عيلوط، وأخر رجال ثورة عز الدين القسام عام 1936قال ذات يوم :" والله لو أعطوني برج إيفل لا يساوي عندي جلسة تحت شجرة زيتون بأرضي في عيلوط". كلام لا يفهمه المتواطئون بكل أنواعهم.