في ظل مصادقة الكابينت السياسي–الأمني على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، رغم تحفّظات رئيس الأركان إيال زامير، وصف البروفيسور غادي الغازي، المحاضر في جامعة تل أبيب، ما يُسمى بـ"الاحتلال الكامل" بأنه ليس مجرد خطوة عسكرية ظرفية، بل جزء من حرب استعمارية طويلة الأمد تستهدف الشعب الفلسطيني بأسره.
وقال الغازي في تصريح لموقع "بكرا" إنه يجب أخذ نتنياهو على محمل الجد عندما يتحدث عن "احتلال كامل" لغزة، تمامًا كما كان ينبغي، برأيه، التعامل بجدية مع خطط الترحيل والاستيطان التي طُرحت منذ بداية الحرب، رغم أن البعض رآها حينها أفكارًا غير واقعية.
وأوضح أن هذه الخطط لها جذور تاريخية في الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل وسكان أكبر مخيم لاجئين متبقٍ بعد عام 1948، حيث شهدت غزة محاولات متكررة لإفراغها من سكانها، واحتُلت سابقًا عام 1956، ثم مجددًا عام 1967 مع وجود إجماع سياسي على ضمها لإسرائيل.
عملية طويلة الأمد
وأشار الغازي إلى أن الحروب الاستعمارية لا تبدأ بإعلانات رسمية ولا تنتهي باتفاقات سلام، بل هي عملية اجتماعية عنيفة تستمر حتى في فترات ما يُسمى بالهدوء، وتستهدف الشعب المحتل بأكمله، وليس فقط مؤسساته أو قياداته.
وأضاف أن في الحرب الاستعمارية يُنظر لكل فرد من السكان على أنه "عدو محتمل"، وأن الهدف من "الاحتلال الكامل" هو إدارة صراع دائم يُبقي الفلسطينيين تحت السيطرة ويحوّل المستوطنين إلى "سكان" دائمين في أرض محتلة، ما يبرر استمرار الحرب تحت ذريعة الأمن.
واعتبر أن هذا النوع من الاحتلال يعني إقامة معسكرات للجيش، ودوريات، ونقاط استيطان، وصولًا إلى مستوطنات مدنية، وأن كل ضحية من الجنود أو المستوطنين ستُستغل سياسيًا للمطالبة بـ"الانتقام" و"الردع" و"الأمن"، بما يضمن استمرار ما وصفته بـ"حرب لا تنتهي".
وختم بالقول إن "النصر الكامل" أو "الاحتلال الكامل" يعني عمليًا حرب إبادة مفتوحة المدى، وأنه على من يرفض ذلك أن يتمرد، بدءًا بالمطالبة بانسحاب فوري من غزة وإنهاء الاحتلال.