آخر الأخبار

عندما تكذّب الشرطة أرقام القتل في المجتمع العربي...ماذا تنتظرون منها؟

شارك

في برنامج "مواجهة" الذي يقدمه الزميل فايز اشتيوي في تلفزيون "كل العرب" كانت المواجهة مع العقيد ارييه دورون المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل، الذي أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن الشرطة وحمل المسؤولية الكاملة للمجتمع العربي لأنه لا يتعاون مع الشرطة حسب قوله. والحقيقة أني أحسد الزميل فايز على الصبر الذي أبداه خلال المقابلة وعلى تحمله لبعض ما جاء في أقوال ضيفه، لأنها لا تلامس الحقيقة.

اختيار الزميل فايز المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل ليكون ضيفاً له للحديث عن العنف في المجتمع الغربي هو اختيار موفق لسببين: أولهما، لإظهار الوجه الحقيقي للشرطة من خلال متحدثها الرسمي فيما يتعلق بالعنف في المجتمع العربي، وثانيهما لتوضيح موقف الشرطة من حالات القتل في مجتمعنا.

آمر آخر عجبني في الخبر المنشور عن "المواجهة" هو عنوان الخبر:" كل العرب في مواجهة الشرطة" وهذا العنوان يعني كل شيء مهنياً وسياسياً. "سيادة" العقيد دورون أفهم "عرب إسرائيل" أن ما يتشر عن أرقام قتلى العنف هي أرقام غير صحيحة. اسمعوا ما قال:" هذه المعطيات غير صحيحة" مع اعترافه بأن " العنف في المجتمع العربي خطير جدا."

غريب أمر هذا المتحدث. كيف يكذب معلومات من مؤسسات رسمية تحدثت عن هذه الأرقام 153 قتيلاً خلال 7 أشهر؟ ووصل به الاستهزاء بالمجتمع العربي قوله:" تريدون شرطياً في كل بيت عربي ؟ هذا الحل برأيكم؟" بالتأكيد لا تريد ذلك، وكل مال نريده أن تقوم الشرطة بواجبها في توفير الأمن والأمان للمواطن العربي مثل المواطن اليهودي.

يقول دورون في المقابلة:" نعمل وبكل ما اوتينا من قوة لخلق بيئة معيشية أمنة للمجتمع العربي في البلاد". تعال يا "سيادة" العقيد نتحاور بصراحة: لو كلن الأمر كذلك كما تدعي، لكان من المفترض أن يتراجع عدد ضحايا العنف في المجتمع العربي وليس مضاعفة هذا العدد كما نشهده في السنوات الأخيرة. فكيف يمكن خلق بيئة آمنة في ظل هكذا تطور؟

ويضيف دورون في المقابلة: "الشرطة تدرك مدى خطورة ظاهرة العنف في المجامع العربي ونحاول ان نغوص عميقاً وصولا الى الجذور والقضاء كليا على عائلات الاجرام في المجامع العربي خاصة والبلاد عامة "أنا على يقين لو أن الشرطة تدرك فعلاً ذلك لاتخذت إجراءات شديدة ملموسة. نقطة مهمة أخرى في غالية الأهمية يا "سيادة" العقيد: ألم تسمع أو تشاهد التقارير التلفزيونية التي تحدثت عن تورط بعض رجال الشرطة بالتواطؤ مع أشخاص في عالم الجريمة المنظمة؟ فكيف لنا كمجتمع عربي أن نثق بهذه الشرطة؟ وكيف يمكن تصديقك القول ان "الشرطة تقوم بواجبها على اكمل وجه" فهناك فرق كبير بين القول والفعل.

ويدعي دورون بأن " الشرطة تقوم بواجبها لكنها مظلومة ولا تأخذ حقها في الصحافة العربية، تهتمون بالامور السلبية فقط" ما هذا الكلام يا عقيد؟ العرب ظالمين الشرطة؟ والشرطة لا تأخذ حقها في الصحافة العربية؟ لو أننا لسنا تحت قانون طواريء "لألبستك البنطلون اللي بيجي على قياسك." فهل تعطينا الشرطة حقنا حتى نعطيها حقها؟ ثم أين الأمور الإيجابية من الشرطة تجاه المجتمع العربي للاهتمام بها.؟

لقد أضحكني المتحدث باسم الشرطة قوله: " لماذا لا يقدمون شكاوى في الشرطة؟ لماذا هذا الخوف؟ من ماذا تخافون؟" أقسم بالله يا دورون أنك تعرف لماذا.

وفي النهاية هل تعرفون ماذا يريد دورون؟ لقد قالها صراحة في المواجهة:" تعاونوا معنا للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي "هل فهمتم يا عرب اسرائيل؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا