أكد الدكتور حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي للدراسات لموقع بكرا، أن ما جرى اليوم في المسجد الأقصى المبارك، بمناسبة ما يعرف بذكرى "خراب الهيكل"، يمثل تطورًا خطيرًا ومؤشرًا على أن الحكومة الاسرائيلية ماضية في الاستهتار بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن خطورة ما جرى لا تكمن فقط في الأعداد الكبيرة التي اقتحمت المسجد الأقصى، والتي تجاوزت 4000 مستوطن، وهو رقم قياسي مقارنة بالأعوام السابقة، حيث لم يتجاوز العدد العام الماضي 3000 مستوطن، بل في نوعية الانتهاكات وطبيعتها.
ويرى د. خاطر أن هناك تصاعدًا في مستوى التطرف والتعدي على المسجد الأقصى، لكن الأخطر هو أن المستوطنين باتوا يؤدون طقوسهم وعباداتهم في مختلف ساحات المسجد، ولم يعودوا يكتفون بالمكان التقليدي عند الجهة الشرقية قرب باب الرحمة.
تهديدات لغزة
وأضاف أن الخطورة تزداد فيما قام به وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، برفقة وزير آخر، من عقد مؤتمر صحفي والإدلاء بتصريحات من أمام قبة الصخرة، تضمنت تهديدات موجهة لغزة وللشعب الفلسطيني.
وأكد د. خاطر أن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، باتت تستخدم من قبل المتطرفين الإسرائيليين كمحطات للعدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته، مشددًا على أن ما جرى في الأقصى يعد تعديًا صارخًا وتجاوزًا خطيرًا لصلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد، حيث لم يُؤخذ بعين الاعتبار وجود الأوقاف أو الاتفاقيات المعقودة بهذا الشأن.
ورأى أن ما جرى يمثل خرقًا واضحًا لنظام "الاستاتيكو" الذي ينص على الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، كما هو حال باقي المقدسات في القدس، والذي يعني الحفاظ على "بقاء القديم على قدمه".
وقال إن هذا المبدأ التاريخي، المعمول به منذ العهد العثماني، جرى تجاوزه باستهتار شديد، وهو أمر بالغ الخطورة من هذه الزاوية.
تحقيق النصر الكامل
وأضاف أن "منظمات الهيكل" المتطرفة كانت قد توعدت منذ يومين بـ"تحقيق النصر الكامل في جبل الهيكل"، أي في المسجد الأقصى، ما يعكس تأثرها بخطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن نصر كامل في غزة، لتقوم هذه الجماعات بمحاولة نقل هذا الخطاب وتطبيقه في المسجد الأقصى.
وختم د. خاطر بالقول "إن ما جرى اليوم يحمل دلالات ورسائل عديدة وخطيرة، وكلها لا تصب في مصلحة المسجد الأقصى ولا في مصلحة المدينة المقدسة."