"ابن العاهرة"... رئيسان أمريكيان قالاها لنتنياهو ولموفد الحركة الصهيونية العالمية
يقول التاريخ ان يهوديّ مهاجر يُدعى إدوارد جاكبسون، من مدينة كانساس الأمريكية، والثاني اسمه هاري ترومان قد وضعا حجر الأساس للعلاقات الأميركية– الإسرائيلية. فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أقام الرجلان محلّاً تجاريّاً لبيع الخردوات من اللوازم المنزلية البسيطة في مدينة كانساس. وبعد الكساد الاقتصادي في الولايات المتّحدة أفلس الاثنان وانفصلا عن بعض لكنهما حافظا على صداقتهما. جاكبسون استمر في العمل التجاري المنفرد فيما توجّه ترومان نحو العمل السياسي.
الانسان لا يعرف ما يخبئ له القدر. ففي عام 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وفي العام نفسه أصبح هاري ترومان رئيساً لأمريكا. التاريخ يقول ان ترومان في البداية لم يكن صديقا أو مؤيداً لليهود بل كان معارضاً لمشروع إقامة دولة يهوديّة، وكان يقول دائماً إنّ “السيّد المسيح نفسه عجز عن إرضاء اليهود، فكيف يمكن لي أنا أن أرضيهم؟”.
الحركة الصهيونية العالمية لم تتقبل هذا الموق وقررت إرسال حاييم وايزمان أحد كبار زعمائها إلى واشنطن إلّا أنّ ترومان رفض استقباله. الحركة الصهيونية ظلت مصرة على تغيير موقف ترومان من اليهود. فوقع خيارها على البائع الجوال جاكبسون الصديق القديم لترومان وشريكه السابق في تجارة الخردوات الذي أصبح سيّد البيت الأبيض وطلبت منه الحركة التوسط إلى صديقه القديم.
توجّه جاكبسون إلى ترومان بدون موعد، فاستقبله بحرارة واستطاع بالفعل أن يقنعه بتغيير موقفه. التاريخ يقول عن اللقاء بين الرجلين إنّاترومان كان في حيرة من أمره وظل يفكر كثيراً وهو ينظر عبر النافذة إلى حديقة الورود. وفجأة ضرب طاولة الاجتماع بتوتّر شديد وقال لشريكه السابق: “لقد كسبت الرهان… يا ابن العاهرة”. وخرج جاكبسون من البيت الأبيض ليحمل إلى الحركة الصهيونية بشرى تغيير موقف ترومان بموافقته على إقامة دولة يهودية في فلسطين. ويعترف ترومان في مذكّراته بأنّ زميله السابق في تجارة الخردوات لعب الدور الحاسم في هذه المسألة التي اسفرت عن اعتراف أمريكا بإسرائيل في 14 أيّار 1948 كأول دولة في العالم.
أما الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، فله حكاية شبيهة بحكاية ترومان مع مبعوث الحركة الصهيونية. يقول التاريح ان كلينتون "بلغ السيل الزبى" عنده من نتنياهو وقال عنه: " ابن العاهرة الذي يحاول أن يفرض علينا آراءه ومواقفه”.
الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الأب) له أيضاً حكاية مع اليهود لكنها غير مرتبطة بـ" ابن عاهرة" أو "ابن سافلة." يقول التاريخ ان بوش الابن هدد بوقف كلّ دعم لإسرائيل إذا واصلت تمرّدها على قرارات الرئيس ومواقفه في الشرق الأوسط.
وقد سبق للرئيس الأميركي جون كينيدي أن هدّد إسرائيل برفع الغطاء العسكري والسياسي عنها إذا أصرّت على منع مفتّشين دوليّين من الدخول لمنشآتها النووية (ديمونا). (ويا لها من صدفة) أن كينيدي نفسه قُتل اغتيالاً في ظروف لم يُكشف عن أسرارها حتّى اليوم.
وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن رئيس الوزراء السويدي أولاف بالمه الذي كلن صديقاً قوياً ووفياً للفلسطينيين ولا سيما للراحل ياسر عرفات قد تم قتله في عام 1986. النيابة السويدية "تعتقد؟!" بأن المشتبه به في قتل بالمه قد انتحر. يا لها من صدفة أيضاً.
بدون تعليق نحن تحت قانون طواريء