العنف والتخلف الاجتماعي والفوضى وعدم الوعي في المجتمع العربي، وصل إلى حد لم يعد يطاق أبداً. لقد أصبح قتل الانسان في مجتمعنا العربي أسهل من اصطياد الطيور والحيوانات البرية، وأسهل من " شربة مي" . شباب وفتيان وحتى نساء يقتلون في وضح النهار بكل برودة دم وبكل برودة أعصاب. مجتمع عربي سكانه يقتلون بعضهم البعض والكل يتفرج ولا سيما السلطات المسؤولة.
حالات قتل أشقاء بسبب خلاف عائلي، يظهر مدى التخلف المتراكم في المجتمع العربي. لأن الخلاف مهما يكون يجب أن يعالج بالعقل لا بالعضلات المفتولة أو بالسلاح. لكن عندما يفتقر الانسان إلى العقل يصبح تماما مثل الحيوان يستخدم كل شيء وأي شيء لإبادة الآخر.
المعلومات المتوفرة تقول ان حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي بلغت لغاية الآن 147 قتيلا، بينهم 124 قتلوا بإطلاق نار و73 منهم كانوا دون سن الثلاثين، حتى أن ثلاثة منهم كانوا دون سن الـ18، فيما قُتل 9تسعة أشخاص على يد الشرطة. كما سجل العام الحالي ارتفاعا بنسبة 12% في عدد ضحايا العنف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد سجّل عام 2024، مقتل 221 شخصا في المجتمع العربي، مقارنة بـ222 جريمة قتل سجلت في عام 2023.
نسبة العرب في البلاد تبلغ اثنان وعشرون بالمائة، لكن نسبة العنف في المجتمع العربي تبلغ ثلاثة أو أربعة أضعاف من مجمل أعمال العنف في إسرائيل. معلومات (ترفع الرأس) بالفعل. السلطات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الرئيسية المباشرة عن هذا الأمر. لكن المجتمع العربي ليس بريئاً مما يجري وهو يتحمل أيضاً المسؤولية عما يجري فيه، لأن التربية والسلوكيات هما الأساس، وأقولها بفم ملآن ودون تردد أو اعتبار " التلم الأعوج من الثور الكبير" وافهموا ذلك كما يحلو لكم. كل راع مسؤول عن رعيته، ونحن المسؤولين عن مجتمعنا.
واضج أن الدولة تقول ولا تفعل فيما يتعلق بمعالجة تفشي الجريمة في المجتمع العربي. الدولة نفسها تعترف بالأسباب ولم تقدم الحلول. ومن يراجع تقرير "توصيات لجنة المدراء ّ العامين للتعامل مع الجريمة والعنف ّ في المجتمع العربي وثيقة السياسات التلخيصية ُّتموز2020 " يجد فيه:" أن الشباب العرب تم إهمالهم وهؤلاء يشكلون القسم الأساسي من ُحالات الاجرام في المجتمع العربي، وأن الدولة لا تستخدم بشكل ّ فعال ومختلف أدوات تطبيق القانون التي ّ بحوزتها في مواجهة العناصر الإجرامية."
كما ورد حرفياً في التقرير:" وبما أن الدافع الرئيسي للجريمة هو اقتصادي، فقد أصبحت السلطات المحلية العربية هدفاً مرغوباً َّ للاستيلاء على مصادر الميزانيات التي تتدفق من ٍ خلالها بطرق شبه مشروعة."
الأسباب فهمناها وإن لم تذكر كلها، لكن ملذا عن الحلول؟
سكان أدغال إفريقيا الذين يعيشون مع القرود، لا يعانون من تفشي الجريمة، وبذلك فإننا لم نصل بعد إلى مستوى من يعيش مع (السعادين) فأي نوع من العرب نحن؟؟
وأخيراً... خطيب الجمعة في أحد مساجد غزة بدأ خطبته بالقول:" ليس لي طاقة للتحدث لشدة الجوع، وليس لكم طاقة للاستماع لشدة جوعكم ولشدة الحر. أ قم الصلاة.
(بدون تعليق لأننا تحت قانون طوارئ)
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com