د. فادي نحاس لبُكرا: معبر رفح والمساعدات الإنسانية قد ينسفان الاتفاق إن لم يُحسما

حاور موقع بكرا د. فادي نحاس - المختص في شوون الجيش والأمن القومي الاسرائيلي، حول الصفقة، وناقش معه احتماليات الصفقة المرتقبة بين حماس واسرائيل، وتساءل معه: هل تعتقد ان الصفقة المرتقبة سوف تتحقق قريبا وتطبق على ارض الواقع حقا؟ هل يمكن أن تنهار الصفقة في اللحظة الأخيرة؟ وكيف تؤثر الأوضاع الداخلية في إسرائيل، خصوصاً الضغوط على نتنياهو، على مسار الصفقة؟

تهدئة مؤقتة على الطاولة

وقال د. فادي نحاس، الخبير في الشؤون الإقليمية، إن السيناريو الأقرب حاليًا هو وقف مؤقت لمدة 60 يومًا، يشمل تبادلًا أوليًا للأسرى، وتسهيلًا وزيادة في دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب سحب جزئي للقوات الإسرائيلية من المناطق السكنية.

وأوضح أن الهدف من ذلك هو تحقيق "تهدئة مؤقتة" تسمح بإعادة التنظيم والترتيب، مشيرًا إلى أنها قد تشمل مراحل لاحقة تؤدي إلى وقف دائم ومستقر.

وأضاف نحاس أن هناك أيضًا سيناريو آخر مطروح، يدفع باتجاه صفقة متعددة المراحل تصل إلى وقف دائم.

ثلاث مراحل متتالية للاتفاق

وأشار د. نحاس إلى أن الصفقة تتوزع على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تبادل أولي للأسرى، دخول مساعدات، وسحب جزئي للقوات.

المرحلة الثانية: إتمام إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن/الأسرى، مع الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار.

المرحلة الثالثة: إنهاء الحصار، وبدء إعادة الإعمار تحت رقابة دولية.

ضغوط داخلية وإقليمية تهدد استقرار الاتفاق المرتقب

وفيما يتعلق بالمشهد الإسرائيلي، أشار نحاس إلى أن نتنياهو يواجه انتقادات متزايدة من عائلات الرهائن والرأي العام بسبب طول أمد الحرب، معتبرًا أنه قد يستخدم الاتفاق لزيادة فرص بقائه في السلطة أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

أما في غزة، فقال إن الاحتقان الشعبي يتزايد ضد حماس بسبب عجزها عن تخفيف الأزمة الإنسانية، إضافة إلى تراجع الموقف العربي والدولي الضاغط فعليًا على إسرائيل.

كما لفت إلى أن ترامب يضغط كوسيط رئيسي، مستفيدًا من تفوق إسرائيل المؤقت، في محاولة لتحقيق مكاسب دبلوماسية داخلية وخارجية.

وحذّر د. نحاس في ختام حديثه من أن الخلاف القائم بشأن إدارة المعابر (خصوصًا معبر رفح)، وتوزيع المساعدات، وسحب القوات، لا يزال يشكل خطرًا حقيقيًا على مسار الاتفاق، مشددًا على أن هذه القضايا قد تنسف الاتفاق إن لم تُحسم بسرعة.