آخر الأخبار

غزة بعد وقف اطلاق النار هدنة هشة ام هدوء واستقرار ؟

شارك

غزة بعد وقف اطلاق النار هدنة هشة ام هدوء واستقرار..؟!
بقلم: "مرعي حيادري"
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مع اقتراب الإعلان المرتقب عن وقفٍ لإطلاق النار في قطاع غزة، تبرز أسئلة ملحّة حول حقيقة ما سيحدث على الأرض:
هل هذا الوقف إعلان لنهاية الحرب، أم أنه استراحة مؤقتة تمهيدًا لجولة جديدة من الصراع؟
وهل تدخل المنطقة مرحلة "سلام مرحلي"، أم هي مقايضة سياسية بين الأطراف، ظاهرها التهدئة وباطنها إعادة التموضع وكسب الوقت؟
في هذا المقال، نُحلّل مشهد ما بعد التهدئة، من زواياه الميدانية والسياسية والإقليمية، ونستشرف مستقبل العلاقة بين إسرائيل وإيران ضمن المشهد الأوسع.
أولًا: لماذا الآن؟ دوافع وقف إطلاق النار..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
لم يكن التوقيت وليد الصدفة.
بل جاء نتيجة تراكم الضغوط الدولية، وخاصة من الإدارة الأميركية، التي باتت تعتبر استمرار الحرب عبئًا استراتيجيًا وأخلاقيًا..كما تشهد إسرائيل انقسامًا داخليًا حادًا بين حكومة تتشبث بالبقاء، وعائلات رهائن تضغط لإنهاء القتال بأي ثمن، وسط تراجع في التأييد الشعبي..من جانب آخر، تعاني غزة من كارثة إنسانية هائلة لم يعد بالإمكان تجاهلها دوليًا، ما دفع الأطراف إلى البحث عن مخرج سياسي، لا يعكس تغييرًا في المواقف،
بل محاولة لامتصاص الكلفة الباهظة..

ثانيًا: المقايضة السياسية الخفية: "احمني... أُعطِك"
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تشير المعلومات إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وربما بتدخّل مباشر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مضمونها:
"احمني سياسيًا من السقوط، وسأمنحك الهدوء المؤقت الذي تريده."
بهذه الصفقة، تسعى إسرائيل إلى:-

*وقف العمليات العسكرية
*إجراء صفقة تبادل أسرى
تحقيق انسحاب جزئي من بعض مناطق غزة في مقابل:-

* دعم سياسي أميركي
* إبقاء حكومة نتنياهو على قيد الحياة سياسيًا
* وتقديم "مكاسب" تسويقية للطرف الأميركي قبيل الانتخابات المقبلة
المعادلة هنا ليست مبنية على قناعة بالسلام، بل على مقايضة المصالح والضمانات المرحلية..

ثالثًا: هل هو انسحاب إسرائيلي فعلي؟
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
الحديث عن "انسحاب كامل من غزة" لا يعكس حقيقة الموقف الإسرائيلي.
فإسرائيل، وإن أبدت استعدادًا للتراجع من بعض المناطق، إلا أنها لن تغادر القطاع دون ترتيبات أمنية واضحة، تُبقي على نفوذها المباشر أو غير المباشر..
وبحسب التحليلات، فإن الانسحاب سيكون تدريجيًا..
*محصورًا في مناطق محددة
*مشروطًا بوجود رقابة دولية أو عربية (مصرية - قطرية) ذلك يُمهد لمحاولة إعادة هندسة الحُكم في غزة، ربما بإشراف دولي، أو من خلال تسويات فلسطينية داخلية قد تُفرض لاحقًا.
رابعًا: حماس في المشهد... حضورٌ قلق
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
رغم الضربات العسكرية، لا تزال حركة حماس طرفًا مركزيًا في المعادلة السياسية والعسكرية..فقد فشلت إسرائيل – حتى الآن – في اجتثاث بنيتها بالكامل، وبقيت الحركة صامدة نسبيًا في الميدان.لكن في المقابل، تواجه حماس:-

*غضبًا شعبيًا في الداخل الغزّي
*ضغوطًا دولية لإقصائها من أي صيغة حُكم جديدة،وتكمن المفارقة في أن أي حل واقعي في غزة لا يمكن تجاوزه دون وجود حماس، ما يجعلها في موقع "الحاضر القوي، والمطلوب تقييده"، وفقًا للمنظور الدولي..
خامسًا: الدور المصري والقطري والأمم المتحدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مصر وقطر أعادتا تنشيط وساطتهما، ولكن هذه المرة يتجاوز الدور الوساطة إلى رسم معالم المرحلة القادمة..

*مصر تعمل لتأمين حدودها، ومنع الفوضى الأمنية في سيناء، وتثبيت موقعها الإقليمي كلاعب أساسي في الملف الفلسطيني.
*قطر تتحرك عبر أدوات الدعم الإنساني والمالي، للحفاظ على توازن الدور بين "المساعدات والوساطة".

أما الأمم المتحدة، فدورها يتمركز في:
*تنسيق الإغاثة
*الإشراف على إعادة الإعمار
*وربما لعب دور رقابي إذا فُرضت ترتيبات مرحلية داخل غزة
لكن هذه الأدوار ستبقى غير مؤثرة كليًا ما لم تنبع من موقف دولي حاسم تجاه إسرائيل، لا مجرّد إدارة الأزمة.
سادسًا: إيران وإسرائيل... تصعيد مؤجَّل لا مُلغى..
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
رغم أن التركيز ينصبّ حاليًا على غزة، فإن الجبهة الأوسع بين إيران وإسرائيل لا تزال قائمة ومفتوحة:-
*إيران تُعزّز وجودها عبر "محور المقاومة" في لبنان وسوريا والعراق
*وإسرائيل تراقب بقلق التقدّم في برنامج إيران النووي الهدنة في غزة قد تُمنح إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها نحو إيران، لكنها لن تذهب لحرب شاملة فورًا.
بل سنرى على الأرجح استمرارًا لحرب الظلّ، وضربات موضعية، مع احتمالات لتصعيد أكبر في حال تجاوزت إيران أو حزب الله "الخطوط الحمراء".

خاتمة: هدنة مؤقتة أم مفترق تاريخي؟..
"""""""""""""""""""""""""""""""""
ما يُعلن عنه قريبًا من "وقف لإطلاق النار" ليس سلامًا حقيقيًا، ولا نهاية للصراع، بل هدنة هشّة قد تكون مقدمة لحلول، وقد تكون استراحة تسبق انفجارًا آخر..
المرحلة القادمة ستُحدَّد وفقًا لعدة عوامل:_
*هل سيتم توحيد الصف الفلسطيني برؤية وطنية جديدة؟
*هل سيُعاد إعمار غزة بما يحفظ كرامة إنسانها؟
*وهل يملك المجتمع الدولي الإرادة لفرض حلول عادلة لا تُرضي الاحتلال فقط؟
إن لم تتوفر هذه العناصر، فستكون الهدنة مجرّد هدية مؤقتة للأقوياء، وسنعود إلى دوّامة الدماء والرماد، بجولات أشدّ قسوة..
اللهم أني قد حللت وأستنتجت وأن كنت على خطأ فصححوني..؟؟!!

تحيتي وتقدري لك.. سلامي..

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا