قال المحلل السياسي محمد دراوشة في مقال تحليلي خاص إن معالم نهاية الحرب على قطاع غزة بدأت تتشكل فعلياً، مدفوعة بتحولات داخلية في إسرائيل وضغوط إقليمية ودولية متصاعدة، مشيرًا إلى أن ما كان يُعد حتى وقت قريب احتمالًا بعيدًا، أصبح اليوم مطلبًا واقعيًا تتسارع الأطراف للوصول إليه.
وأوضح دراوشة أن التغيير لا يقتصر على ما أعلنه الرئيس الأميركي حول هدنة محتملة، بل ينعكس في لهجة الطرفين الرئيسيين. فإسرائيل، ولأول مرة منذ بدء العملية العسكرية، تُظهر استعدادًا للتراجع، لا عن قناعة بالسلام، بل تحت ضغط شركائها في الائتلاف الحاكم الذين باتوا يرون أن استمرار الحرب لم يعد مجديًا على المستويين السياسي والعسكري. وأضاف أن ارتفاع الخسائر البشرية في الجانب الإسرائيلي، واتساع دائرة المعارضة الداخلية، والقلق من تداعيات الحرب على الاستقرار الداخلي، كلها عوامل دفعت الحكومة لإعادة النظر في حساباتها.
مرونة في حماس
وبخصوص موقف حركة حماس، أشار دراوشة إلى أن الحركة بدأت تبدي مرونة غير مسبوقة، نتيجة ضغط غير مباشر من جهات داعمة ترى أن استمرار الحرب يهدد بإغلاق أبواب الإغاثة والإعمار ويضر بمصالحها الإقليمية. هذا التغيّر، بحسبه، يكشف عن تصاعد براغماتية سياسية لدى الطرفين، حتى وسط المعاناة والجراح التي خلّفها الصراع.
ورغم ما وصفه بـ"التفاؤل الحذر"، حذّر دراوشة من أن فشل الهدنة يبقى احتمالًا واردًا ما لم يُبنَ على أسس سياسية متينة. وقال إن وقف إطلاق النار لا يجب أن يكون مجرد محطة لإعادة التموضع، بل بداية حقيقية لمسار سياسي يضمن للمدنيين في غزة حقوقهم الأساسية وأملًا بمستقبل خالٍ من الحروب والدمار.
وختم دراوشة تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري ليس فقط مفاوضات سياسية، بل اختبار فعلي لضمير العالم ولقدرته على وقف آلة الحرب، وإنقاذ الإنسان الفلسطيني الذي دفع ثمنًا باهظًا في هذه الحرب الطويلة.