آخر الأخبار

احمد عوض لـ بكرا : إسرائيل تعيد هندسة مخيمات شمال الضفة بهدف تفكيكها والسيطرة عليها امنيا

شارك

أكد المحلل السياسي د. احمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية – جامعة القدس لموقع بكرا أن ما يجري اليوم في مخيم طولكرم في الضفة الغربية من عمليات هدم يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة، تهدف إلى إعادة هندسة المخيمات في شمال الضفة الغربية، مثل جنين وطولكرم ومخيم نور شمس.

وأضاف: منذ قرابة أربعة أشهر، تعمل إسرائيل على تنفيذ عمليات هدم مكثفة وإعادة تشكيل البنية المكانية والديمغرافية لهذه المخيمات، لتحويلها من كتل سكانية متماسكة ذات طابع مقاوم، إلى أحياء يمكن الوصول إليها والسيطرة عليها بسرعة.

وتابع عوض: الاحتلال الإسرائيلي نسف حتى الآن ما يقارب ألف وحدة سكنية في هذه المخيمات، في محاولة لإعادة تشكيلها هندسيًا بما يسهل إخضاعها أمنيا، ومنع تشكل ظواهر مقاومة أو مسلحة تهدد أمن إسرائيل كما تدعي.

وأوضح أن إسرائيل لا تكتفي باحتلال المكان، بل تسعى لإعادة تشكيله بالكامل بخريطة عمرانية جديدة تختلف تمامًا عن المخيمات الأصلية، وهي بذلك تعيد رسم ديموغرافيته ومكانته القانونية لتسهيل السيطرة الأمنية، ولمنع أي تهديدات مستقبلية.

عقاب جماعي

واعتبر المحلل عوض أن هذه السياسة تشكل نوعا جديدا من العقاب الجماعي، حيث يُحمّل جميع سكان المخيم مسؤولية أي ظاهرة مسلحة تنشأ فيه، بما في ذلك الأعباء الإنسانية والأخلاقية.

وأكد أن ما تقوم به إسرائيل يذكّرنا بسياسات سبعينيات القرن الماضي في قطاع غزة، ويبدو أنها لم تتعلم من تجاربها السابقة. فإعادة تشكيل المخيمات لن تنهي قضية اللاجئين، ولن تثني الاحتلال أو القمع، ولن تغير من مطالب الشعب الفلسطيني بشيء. الاحتلال سيبقى احتلالًا.

ودعا المحلل عوض إسرائيل إلى مراجعة سياساتها والتفكير بشكل سياسي بدلا من استنزاف خيار القوة، الذي ثبت فشله مرارًا.

رواية سياسية

وفي رده على سؤال حول الصمت العربي والدولي تجاه ما يجري في مخيمات الضفة الغربية، قال عوض ان إسرائيل تقدم رواية سياسية تُسوق فيها أن ما يجري هو لمكافحة الإرهاب وقطع النفوذ الإيراني، مدعيةً أن حماس هي من تقود هذه التحركات، وأن السلطة الفلسطينية عاجزة وفاسدة، وبالتالي تتصرف إسرائيل باعتبارها البديل الأمني.

وتابع : يبدو أن هذه الرواية تلقى قبولا في بعض دوائر صناعة القرار في الغرب، لا سيما في أوروبا، بينما أمريكا تقبل وتتبنى كل ما تقدمه إسرائيل، لكن في المقابل، الشارع الأوروبي والأمريكي له رأي مختلف، وقد رأينا ذلك في استمرار التظاهرات في العواصم الغربية.

بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا