في مقابلة مع موقع "بكرا"، حذّر الشيخ صفوت فريج، من تفشّي الأيديولوجيا العنصرية والتحريض المنهجي على العنف في المجتمع الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ اعتداءات المستوطنين في الضفّة الغربية لم تعد حوادث فردية، بل أصبحت "مشروعًا ممنهجًا" تدعمه مؤسسات رسمية وتغذّيه رواية دينية مشوّهة.
وأوضح الشيخ فريج أن "كل جريمة تبدأ كفكرة في ذهن تغذّى على الكراهية، ثم تتحول إلى كلمة، ثم إلى نار تلتهم بيتًا فلسطينيًا أو رصاصة تفتك بجسد بريء". وأضاف أن هذا التسلسل بات مألوفًا في الضفة الغربية، حيث "تُشرعن الجريمة باسم الدين، وتُمنح الحماية من دولة تبرع في التبرير والتواطؤ".
وأشار إلى أن مؤسسات التعليم الديني لدى المستوطنين، ومعسكرات التدريب، وحلقات التلقين التوراتي، تُنشئ أجيالًا يهودية على قناعة بأنّ "العربي كائن ناقص"، وأن قتله ليس جريمة بل "واجب ديني". وقال: "هذه ليست حالة خوف من الآخر، بل عقيدة دينية مغروسة، تؤمن بأن دم العربي لا قيمة له، وأن وجوده نجاسة يجب تطهيرها".
وتابع: "ما بدأ كشتمٍ عابر في الزقاق، أصبح نشيدًا يُردَّد في الملاعب وهتافًا في المسيرات، وأداة تعبئة وتحفيز للقتل، بحجّة الطقوس أو الغناء أو حتى الدين". وشدد على أن هذا "التطبيع النفسي مع الجريمة" هو الذي مهّد الطريق للجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين، من إحراق منازل وحقول، إلى قتل عائلات بأكملها كما حدث لعائلة دوابشة وقرية كفر مالك مؤخرًا.
النظام القضائي وتواطؤ
وانتقد الشيخ فريج تواطؤ النظام القضائي الإسرائيلي مع مرتكبي هذه الجرائم، معتبرًا أن "السجان لا يسجن، بل يربّت على الكتف"، وأن الجناة يُبرّأون بحجّة "الاضطراب النفسي" أو "المراهقة"، في حين يُعاد السلاح إليهم ليواصلوا مسلسل الجرائم.
وقال فريج: "الدولة تمنح الكراهية الشرعية، وعندما يعلم القاتل أنه سيخرج حرًا أو يُكرَّم كبطل، تصبح الجريمة مجرّد محطة في قطار يتّجه نحو كارثة أكبر". وأضاف: "الصمت عن خطاب الكراهية ليس حيادًا، بل مشاركة غير مباشرة في الجريمة المقبلة".
وختم بالقول: "ما لم تُجتثّ هذه الأيديولوجيا العنصرية من جذورها، وما لم يُعرّ العالم المشروع الاستيطاني على حقيقته كمخطّط اقتلاع عنصري لا كـ'نزاع عقاري'، فإن القرى الفلسطينية ستظل تحترق، وتبقى الأغنيات التي بدأت بعبارة 'لتحترق قراكم' تنتهي بصرخات وأشلاء".
وأكد أن الرياح التي تؤجّج هذه النيران تهبّ اليوم من حكومة إسرائيلية تتبنّى هذا الجنون علنًا، داعيًا إلى تحرّك حقيقي لكبح هذا الانفلات وحماية ما تبقّى من الحياة الفلسطينية في الضفة.