أمير ناصر من الناصرة يتغلب على التحديات بعد فقدان والده وهو طفل: من قلب الألم يولد الأمل

هناك أطفال لم يُمنحوا طفولتهم، بل دُفعوا إلى مواجهة الحياة مبكرًا، بلا استعداد. لكن في قلب الألم تُزرع بذور القوة، وفي كل لحظة انكسار يولد دافع للنهوض.
ومن الملفت للنظر، ان مثل هؤلاء الاطفال، هم من يعملون اليوم، على حملة تبرعات، لدعم العائلات المستورة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تمر بها هذه العائلات. للحديث عن قصة مؤثرة من هذا النوع؛ استضافت قناة هلا مدير جمعية حياة في الناصرة أمير ناصر .

وقال أمير ناصر لقناة هلا : " لا شك أن الفقدان أمر مؤلم يسير معك لسنوات طويلة ، لكن في مرحلة معينة تبدأ في رؤية الأمور بشكل جدي أكثر وبمسؤولية عندما تتحملها فان كمية الانتاج لديك تصبح أكبر ، وكذلك الامر عطاؤك لمجتمعك ولنفسك ولعائلتك ولعملك " .
وأضاف أمير ناصر: " فقدت والدي عندما كان عمري 10 سنوات ، مما ترك أثرا كبيرا لدي لا يزال حتى اليوم ، حيث أتذكر تلك الليلة باستمرار " .

وحول التحديات التي واجهها في طفولته، أوضح أمير ناصر : " تربينا يدون والد وكان التحدي هو النجاح والصمود باشراف الوالدة التي كانت فوق رؤوسنا التي ثابرت علما أنها كانت مثقفة على حدودها لكنها كانت على اطلاع واسع وكانت لديها قوة كبيرة ، وكان التحدي الكبير أن تصمد في المجتمع وأن ترفع رأس أهلك في الدراسة والعمل والتقدم خطوة خطوة الى الجامعة " .

وأردف أمير ناصر: " دائما كان عندي الأمل ، لكن أكبر معترك في حياتي أعطاني دفعة كبيرة للأمام هو معركتي مع السرطان لثلاث مرات متتالية ، وكل مرة كانت أصعب من السابقة حيث اكتشفت أنه من قلب الألم يولد الأمل ، ويمكنك أن تعرف قيمة الحياة وقيمة الأمور البسيطة في الحياة، ومن هناك حصلت على أمل كبير وأكملت مسيرتي في العطاء ان كان عن طريق الكشاف أو عن طريق جمعية حياة أو في تعليمي الخاص بعد مرحلة المرض " .

وتابع أمير ناصر بالقول: " يجب أن نبقى نعطي ونقدم للمجتمع حتى لو لم يكن لدينا الوقت الكافي ، فالأهم أن نقوم بتوعية لجميع الأطر الشبابية حولنا وأننا لا يجب أن نفقد الأمل مهما كانت الظروف ، ولا نفقد الأمل والرؤية في موضوع العطاء وأن نتواحد أكثر من الأجسام الغيرة وصولا الى الجمعيات " .

مصدر الصورة