في مقابلة مع موقع "بكرا"، يُقدّم المحلل السياسي يوآف شطيرن قراءة موسّعة للنتائج العسكرية والدبلوماسية للعملية الإسرائيلية ضد إيران، احتمالية تأثيرها على مسارات الحرب في غزة.
شطيرن يرى أن إسرائيل أظهرت تفوقًا عسكريًا واضحًا خلال العملية،وقال: "من الناحية العسكرية، أثبتت إسرائيل تفوقًا كبيرًا على قدرات إيران. السيطرة الجوية على سماء طهران ومناطق واسعة داخل إيران وفّرت لإسرائيل إمكانيات ضرب دقيقة وغير محدودة. هذا مختلف تمامًا عن تهديد الصواريخ الباليستية التي تُحدث دمارًا، لكنها محدودة في تأثيرها الاستراتيجي، وغالبًا ما تصيب مراكز سكانية – وهو أمر محظور بموجب قوانين الحرب".
ويضيف شطيرن أن ما كشفته المعركة يتجاوز البعد العسكري الميداني: "تبيّن أن إيران، رغم كونها قوة إقليمية، إلا أنها نمر من ورق – قدراتها العسكرية محدودة، وقد تم اختراقها استخباراتيًا بشكل واضح. إسرائيل نجحت في تصفية علماء بارزين في البرنامج النووي الإيراني، وقادة عسكريين كبار، مما يدل على قدرات استخباراتية متقدمة جدًا".
الردّ الدبلوماسي والعزلة الإيرانية
على الصعيد السياسي، يرى شطيرن أن إسرائيل خرجت رابحة أيضًا: "إسرائيل حصلت على دعم فعلي من الولايات المتحدة، ودعم علني من أوروبا الغربية. بالمقابل، تلقت إدانات من روسيا، الصين ودول عربية، لكن لم تبادر أي دولة إلى الدفاع عمليًا عن إيران – وهذا إنجاز واضح لصالح إسرائيل".
ضرورة العودة للمسار الدبلوماسي
وفيما يخص المستقبل، يعتقد شطيرن أن على الطرفين العودة إلى المسار الدبلوماسي، ويقول: "إيران باتت تدرك الآن أنها أضعف من جميع الجوانب، وبالتالي فإن هامش المناورة لديها تقلّص. ومع أن خطر التصعيد لا يزال قائمًا، إلا أن العودة للمفاوضات باتت ضرورية".
تداعيات محتملة على غزة
حول تأثير الحرب مع إيران على الوضع في غزة، يقول شطيرن: "من المرجّح أن تؤثر نهاية المواجهة مع إيران أيضًا على الملف الغزّاوي. هناك شعور عام – في إسرائيل، في العالم، وحتى لدى حماس – أن الوقت قد حان لإنهاء هذا الصراع. أنا متفائل بإمكانية إحراز تقدم في الاتصالات".
انتخابات مبكرة؟
شطيرن لا يستبعد أن تؤدي هذه التطورات إلى تغييرات سياسية داخلية في إسرائيل: "هناك احتمال حقيقي بأن تُعجّل هذه التطورات بإجراء انتخابات مبكرة، وأعتقد أن هذا سيفيد جميع الأطراف".