الدكتور آدم ناصر، أخصائي التخدير في مستشفى مئير من مجموعة كلاليت، معتاد على أن يكون في الجانب الذي يقدّم الدعم للنساء الحوامل ويساعدهنّ على تخفيف آلامهنّ أثناء الولادة. لكن في الأسبوع الأخير، وجد نفسه في الجهة الثانية كمرافق لزوجته ورود التي وصلت إلى المستشفى لتلد في ذروة صفارات الإنذار وأجواء التوتر في أيام حرب “الاسد الصاعد”.
“كنت مخططة لكل شيء يخص الولادة”، تقول ورود. “كل لحظة في الحمل، وكل تفصيل تخيّلته عن الولادة”. واصلت ورود عملها حتى اللحظة الأخيرة تقريبًا كموظفة بنك في بنك مساد في كفار سابا، وحددت أن يوم الخميس 12.6 سيكون أول أيام إجازة الولادة. لكنها تضيف بابتسامة: “حسبت حساب كل شيء… إلا التصعيد الأمني!”. وتتابع: “رغم الخوف والقلق وصفارات الإنذار المتكررة في ذلك اليوم، وصلنا إلى الجناح المحصّن في قسم الولادة في مستشفى مئير، وهناك شعرنا مباشرة بأننا في أيدٍ أمينة عندما استقبلتنا غاليت شمشون، مديرة التمريض في القسم. شعرت بالأمان المطلق، وكانت تجربة ولادة قوية ومؤثرة لن أنساها أبدًا، بفضل القابلة دانا عتير التي رافقتني بحرفية وحساسية استثنائية في كل مرحلة. لم تتركني حتى بعد انتهاء نوبتها، وبقيت معنا طوال الليل رغم الوضع المتوتر”.
تضيف ورود: “طوال فترة الحمل، تابعتني الطبيبة جيل شختر ماور، مديرة غرف الولادة، باحتراف وهدوء. وآدم، زوجي، هو طبيب في المستشفى لذا شعرتُ وكأنني ألد في بيتي الثاني”.
لكن هذا ليس كل شيء. في نفس المبنى، وعلى بعد ستة طوابق من غرفة الولادة، كانت أيضًا والدة آدم، وافية ناصر، الممرضة المسؤولة في قسم أمراض الرئة في المستشفى. تقول وافية: “نحن نملك خبرة طويلة مع الحروب والكورونا، لكن هذه الأيام كانت استثنائية. خلال ولادة زوجة ابنه، قمت مع طاقمي بنقل القسم إلى منطقة محصّنة وهي عملية معقدة جدًا تتطلب دقة واهتمام كبير، إلى جانب رعاية مستمرة لمرضانا”. وتضيف: “هذه العملية الكبيرة تمت تحت قيادة مدير المستشفى، البروفيسور يعقوب حين، الذي تابع كل التفاصيل وحتى وجد الوقت للاطمئنان علينا شخصيًا. في لحظة فراغ قصيرة نزلت إلى قسم الولادة… وكان شعورًا عظيمًا ومليئًا بالمشاعر المختلطة من الخوف إلى الفرح الكبير في لحظة واحدة عند ولادة هذا الكائن الرائع”.
ويختتم الدكتور آدم ناصر: “بالنسبة لي، شعرت أنني أوصل زوجتي للولادة في بيتنا. في المكان الأكثر أمانًا مع طواقم أعرف أنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لمساعدتها حتى تحت القصف. معرفة أن زميلي، د. يوڤال ميلر طبيب التخدير، يتولى المهمة بمهنية واهتمام كبير منحني راحة نفسية لا توصف. وأنا فخور بأن أكون جزءًا من عائلة مئير نشأت كابن لممرضة كبيرة في هذا المستشفى، واليوم أعمل فيه كجزء من طاقم التخدير والعناية المكثفة وعلاج الألم، وأشعر أن هذه رسالة حياتي… ومن يعلم، ربما يكمل الجيل القادم تقليد العائلة هنا في مئير”.