كما في كل صيف، بدأت هذا العام أيضًا أسراب ضخمة من قناديل البحر بالظهور والاقتراب بسرعة من شواطئ إسرائيل. وكما هو معتاد، سيحتاج عشرات الإسرائيليين إلى علاج طبي نتيجة التلامس مع سم القناديل، ومعظمهم بسبب نوع يُعرف باسم "الخيطية المهاجرة". حتى في حال عدم اقتراب القنديل مباشرة، فإن السم قد ينفلت ويصل إلى السباحين من مسافة بعيدة.
تشير الأبحاث إلى أن الطرق القديمة لعلاج اللسعات قد تضر أكثر مما تنفع. إذًا، ما الذي يجب فعله عند الإصابة، وما الذي يجب تجنّبه تمامًا؟
"الخيطية المهاجرة" هي القنديل الأكثر شيوعًا في شواطئ إسرائيل، وهي نوع غازي جاء من أفريقيا عبر قناة السويس في سبعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين أصبحت مصدر إزعاج موسمي معروف بفضل قدرتها السريعة على التكاثر والتكيف مع ظروف صعبة. أول من رصد ظهورها في البلاد كانت البروفيسورة بيلا غليل من معهد بحوث البحار، والتي أوضحت أن انتشارها مرتبط مباشرة بظاهرة الصيد الجائر التي قلّلت أعداد المفترسات الطبيعية مثل السلاحف البحرية وأسماك القرش.
تمتلك القناديل أذرعًا طويلة تحتوي على مئات الإبر الدقيقة التي تنطلق نحو جسم الإنسان عند أي تماس، وتفرز سمًا يسبب حروقًا حادة، وألمًا شديدًا، وأحيانًا ردود فعل تحسسية خطيرة. غالبية المصابين يشكون من ألم حارق، حكة شديدة، واحمرار موضعي يستمر لأيام.
في السابق، كان يُوصى بسكب الخل على موضع اللسعة، وأحيانًا حتى البول. لكن وزارة الصحة غيّرت موقفها قبل نحو عقد من الزمان، بعدما تبين أن الخل لا يفيد – بل قد يزيد الحالة سوءًا في حال الخيطية المهاجرة. على عكس نوع آخر يُعرف بـ"قنديل الصندوق"، حيث للخل تأثير إيجابي، فإن الخل في حالة الخيطية يُحفّز إطلاق المزيد من خلايا السم ويزيد من الضرر الجلدي وردة الفعل التحسسية.
ووفقًا لتعليمات وزارة الصحة المحدّثة، فإن أول ما يجب فعله بعد التعرض للسعة هو إزالة أذرع القنديل بلطف من الجلد باستخدام عصا جافة أو جسم صلب غير مبلل. بعد ذلك، يُنصح بغسل المنطقة بماء نظيف – مياه عذبة أو مياه بحر خالية من أجزاء القنديل – ويفضّل أن يكون الغسل تحت تيار قوي لطرد كل الخلايا المتبقية ومنع امتصاص إضافي للسم.
في حال ظهور رد فعل حاد مثل ضيق تنفس، تورم في الشفاه أو اللسان، تقيؤ متكرر أو أي علامة على صدمة تحسسية (أنفيلاكسيس) – فالوضع يُعدّ طارئًا ويستلزم نقلًا فوريًا إلى المستشفى. الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة قد يحتاجون إلى استخدام حقنة الإبينفرين (EpiPen) التي تُحقن مباشرة في العضلة وتمنع تدهور الحالة.
أما في الحالات الأقل خطورة، مثل حروق سطحية من الدرجة الأولى، فيمكن العلاج في المنزل باستخدام مراهم طبية متوفرة في الصيدليات مثل "فلامינל" أو "سيلفירול"، والتي تساعد على تخفيف الألم، تبريد المنطقة، ومنع العدوى. أما إذا ظهرت بثور، أو حصل ضرر عميق في الجلد أو احمرار متوسع وسريع – يُنصح بالتوجه لفحص طبي، وقد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى.