آخر الأخبار

ما بعد القهوة.. وداعًا سهل! | بقلم: ياسر العقبي

شارك

◇وداعًا سهل..
وداعًا يا صديقي سهل… يا نبض المسرح
كيف لي أن أكتب عنك وأنت الحاضر في كل زاوية من الذاكرة؟
كنت فنانًا بمقاييس لا تُقاس، وإنسانًا يحمل همّ مجتمعه بقلبٍ لا يعرف إلّا الحب، وضمير لا يعرف إلّا الصدق. قمت بتغطية كل أعمالك المسرحية، وكنت تبشرني دائمًا بجوائزك الكثيرة التي أصبحت ترافقك..
كنت تقول دائمًا: "المسرح ليس خشبة، بل رسالة"، وها أنت قد أوصلت رسالتك للعالم كلّه.
علّمتنا أن الفن التزام، وأن الإنسان هو أول من يجب أن نُمثّله، لا بالأقنعة… بل بالصدق.
رأيتك تتألّم بصمت النبلاء، وتُعطي دون انتظار، وتُقاوم المرض بإيمان الكبار.
وها أنت اليوم ترحل، لكنّك تركت منارة سنهتدي بها كلّما ضاقت بنا الحياة… اسمها: "سهل الدبسان".
لم أكن مستعدًّا لوداعك… ولا أظن أن النقب كلّه مستعدّ.
فقدناك، نعم، لكننا لم نفقدك… ستبقى فينا، في ضحكة طفل، وفي مشهد مسرحي، وفي حلم شاب يرى فيك القدوة.
نم قرير العين يا صديقي،
وداعًا يا من حملت الفن والكرامة في راحتيك.
وداعًا أيها الجميل في حضوره، النبيل في وداعه.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمك الله يا سهل، وألهمنا وأهلك ومحبيك الصبر والسكينة.

◇دلالات فاشية..
في استطلاع رأي صادم نُشر ضمن تقرير موسّع في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، برزت مؤشرات مقلقة تتعلق بالمواقف العامة تجاه المجتمع العربي في الداخل وسكان قطاع غزة. وعلى الرغم من تراجع التوقعات بحدوث تغيّر حقيقي، فإن الأسئلة المطروحة في الاستطلاع تكشف عن تحولات فكرية خطيرة تحمل دلالات واضحة وفاشية بشأن المستقبل.
ففي إجابة على سؤال وُصف بالرمزي والديني:
"هل تؤيد المقولة التي تفيد بأن على الجيش الإسرائيلي، لدى احتلاله مدينة معادية، أن يتصرف كما فعل بنو إسرائيل عند احتلال أريحا بقيادة يشوع، أي إبادة جميع سكانها؟"
أعرب 47% من المشاركين عن تأييدهم الكامل. كما صرّح 65% بأنهم يؤمنون بوجود تجسيد معاصر لشخصية "عماليق"، وهي رمز توراتي للعدو، و93% من هؤلاء يرون أن وصية "محو ذكر عماليق" لا تزال سارية المفعول على هذا "العدو الحديث".
النتائج لم تقف عند البعد الرمزي، بل دخلت حيّز السياسات الواقعية؛ إذ أيد82% من المستطلعين التهجير القسري لسكان قطاع غزة، بينما أعرب 56% عن تأييدهم لتهجير العرب في إسرائيل.
وتزداد الصورة قتامة بين فئة الشباب؛ إذ أيد66% من الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا طرد العرب في إسرائيل، وأعرب 58% عن رغبتهم في رؤية الجيش الإسرائيلي يُعيد مشهد يشوع في أريحا. اللافت أن فقط 9% من الرجال دون سن الأربعين - وهم الفئة التي تشكّل العمود الفقري للجيش في خدمته النظامية والاحتياطية – رفضوا جميع الأفكار المتعلقة بالتهجير أو الإبادة.
هذه النتائج تطرح تساؤلات عميقة حول مسار الخطاب العام في إسرائيل، خاصة تجاه المواطنين العرب، وتؤكد الحاجة إلى نقاش عربي جاد حول مستقبل المجتمع، لا سيما في ظل العنف المستشري الذي يؤدي إلى تآكل القيم والوحدة الجماهيرية.

◇"خليك زلمة... مش زي فتحي!"
بعد مظاهرة الكرامة التي شارك فيها أكثر من 15 ألف محتج بمدينة بئر السبع، علت الأصوات وتنوّعت: منها ما بثّ الحماس، ومنها ما حاول التثبيط، ومنها ما حمل خفة دم شبابنا الذين يرفعون الرأس في كل موقف. من بين هذه التعليقات الساخرة، خرجت جملة أصبحت تتداول بكثرة: "خليك زلمة، مش زي فتحي!"..
و"فتحي" هنا قد لا يكون شخصًا حقيقيًا، بل رمزًا لكل من وعد وتراجع، تعهّد أن يشارك في الإضراب، ثم ارتدى بزته صباحًا وذهب إلى عمله وكأن شيئًا لم يكن، تاركًا زملاءه وحدهم في الساحة. وربما يكون فتحي صادقًا مع نفسه، وربما لم يكن "مندسًّا"، لكنّ الرسالة التي وصلت من خلاله كانت واضحة: من يتخلّف عن صف الناس، يتحول إلى نكتة، إلى قصة تُروى، لا قدوة تُحتذى.
ورغم ذلك، تبقى العبرة الأهم: قوّتنا الاقتصادية حقيقية ومؤثرة، ولا يجب الاستهانة بها. كل خطوة نخطوها - من التظاهر إلى المقاطعة - يجب أن تُدرس بعناية، لأنّ الاقتصاد سلاح ذو حدّين. وإذا كان الإضراب قد وحّدنا ورفع صوتنا عاليًا، فإنّ المرحلة القادمة تتطلب نضجًا أكبر، والتزامًا أقوى، ومواقف لا تهتز...
فالمقاطعة - خاصة في مدينة مركزية بالنسبة للعرب-البدو في النقب كمدينة بئر السبع – قد تكون خطوة مهمة في هذه المرحلة المفصليّة مع استمرار هدم المنازل والمخالفات بالجملة ضد أصحاب السيارات الذين شاركوا في المظاهرة الحاشدة، ولكنها ليست مجرّد رد فعل، بل خطوة استراتيجية يجب أن تُبنى على وعي ودراسة... ومن ثم وحدة.
وببساطة... "خليك زلمة، مش زي فتحي".

◇بين الدعاية والحقيقة..!
تعلمنا في الكتب الرسمية مئات الصفحات التي تُصوّر كريستوفر كولومبوس كمستكشف وبطل، ولكن هذه الصفحات كانت تُخفي تاريخًا دمويًّا من القتل والاستعباد والإبادة الجماعية لشعوب بريئة فتحت له أبوابها بكرم وسلام.. لقد تحوّل كولومبوس من ضيف مرحّب به إلى جلاد سفّاح، فتح الباب أمام حضارة غربية قامت على نهب الأرض وسحق الإنسان. إنّ تمجيد كولومبوس اليوم في المناهج والاحتفالات ليس إلا دعاية مزيّفة تُجمّل وجه الاستعمار القبيح، وتمنح القاتل وسام البطولة بينما يُنسى الضحايا في طيّات التاريخ.
الرسالة واضحة: لا تصدق الدعاية، بل اقرأ التاريخ بصوت الضحايا لا بصوت المنتصر.

◇حكمة..
وإذا تركت أخاك تأكــله الذئابُ
فاعلم بأنك يا أخاه ستستطابُ
ويجيء دورُك بعده في لحظة
إن لم يجئك الذئبُ تنهـشك الكـلابُ
إن تأكل النـيرانُ غرفةَ منزلٍ
فالغرفةُ الأخرى سيدركُها الخـرابُ
^ أحمد مطر

◇همسة...
يا ريت بيت الشعر ما طوينـاه
ولا سكنـا في عاليات العمايـر
يا ريت يرجع وقتنا اللي قضينـاه
وقت كانت القلوب صافية والضمايـر
كنا على شوف الهقاوي نحياه
وإن غاب خيّك ما ينام السهـاير
واليوم صارت عشرة الناس شكـواه
والرفق صاروا مثل زهرٍ بـدايـر
دمتم بخير وكل عام وأنتم بألف خير..
Okbi7b@gmail.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا