في ظل التصاعد الخطير لمعدلات العنف والجريمة في المجتمع العربي، التقى رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، اليوم، بالسيد مازن غنايم، رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، ضمن جهوده لدفع مؤسسات الدولة نحو تحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.
واستهل رئيس الدولة كلمته بالقول:
“إن الوضع في المجتمع العربي يُمثّل حالة طوارئ حقيقية. كان من المهم بالنسبة لي أن أراك هنا، بصفتك رئيسًا للجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، للتعبير عن التضامن، والمطالبة باتخاذ خطوات فعلية. نحن أمام أزمة وطنية طارئة، وعلى جميع الجهات المعنية تفعيل كل الأدوات والموارد المتاحة لمواجهتها.
"هذه أزمة طوارئ وطنية، وعلى الجميع تحمل المسؤولية وتفعيل كل الأدوات المتاحة".
"الشرطة، والمستشار القانوني للحكومة، وجميع الوزارات، والسلطات المحلية – الجميع مطالب بالتعاون والعمل المشترك".
القيادات المدنية، والمجتمع المدني، ورؤساء السلطات المحلية، يجب أن يجلسوا معًا على طاولة واحدة للعمل بشكل موحّد ومنسّق لمواجهة هذا التحدي".
وتابع رئيس الدولة قائلاً:
“المجتمع العربي يساهم بشكل كبير في العديد من المجالات داخل الدولة، وهو مجتمع مهم يتمتع بقيادات فاعلة في مختلف مجالات الحياة. إن مساهمتهم – نساءً ورجالًا – هائلة، وأنا ألمس ذلك يوميًا في العديد من المجالات، حتى تلك التي لا تحظى بتغطية كافية.
"أرى التقدم الحاصل في المجتمع العربي بشكل إيجابي للغاية، وفي الوقت ذاته، أشعر بقلق عميق إزاء التهديدات التي تحيط به. ولهذا، علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتعزيز التواصل والدعم".
وأشار مازن غنايم قائلاً:
“كنت أتوقّع من الحكومة أن تُعلن بشكل صريح أن ما يجري ليس مشكلة تخصّ المجتمع العربي فقط، بل هو وباء وطني يهدّد الدولة بأسرها. وإذا لم يُعلن رئيس الوزراء ذلك بشكل واضح، فإن هذا السرطان سيمتد ليطال المجتمع اليهودي أيضًا".
"فاليوم، في دولتنا، قُتل طبيب، ومهندس، ومدير عام بلدية، وطفل يبلغ من العمر ثمانية أعوام، وأمّ كانت في طريقها إلى روضة أطفال، ومدير مدرسة في مدينة باقة والسؤال الذي نطرحه جميعًا هو: إلى متى؟" على حد قوله
وجاء في خطاب رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ:
"قُتل أكثر من 100 مواطن ومواطنة من المجتمع العربي خلال عام 2025 وحده. لا يمكن لأي إنسان إلا أن يُصاب بالصدمة أمام هذه الإحصائية المفجعة. نحن نعيش في خضمّ وباء من العنف والجريمة، يتمثل في جرائم قتل وحشية وقاسية تهزّ كيان أي مجتمع متحضّر. إننا أمام حالة طوارئ وطنية حقيقية".
"أدعو الحكومة، ورئيس الحكومة، وجميع المسؤولين المنتخبين وموظفي القطاع العام – على جميع المستويات: الوطنية، والمحلية، والمجتمعية – إلى منح هذه القضية أولوية قصوى. إنها مسألة تتعلق بالحياة البشرية، وحق الإنسان في الحياة، وبدماء آلاف المواطنات والمواطنين في دولة إسرائيل".
وأضاف "هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ جميع التدابير الاستخباراتية والتنفيذية، وتفعيل كل الوسائل المتاحة أمام الشرطة، والحكومة، والكنيست، والمستشار القانوني، وكافة أجهزة الاستخبارات والأمن القومي القادرة على المساهمة. يجب العمل بشكل عاجل ومشترك، بعيدًا عن الاتهامات المتبادلة، ودون مقاطعات أو أعذار".
واختتم خطابه "هذا التحدي لا يخصّ المجتمع العربي وحده، بل يشمل المجتمع الإسرائيلي بأسره. إنها حالة طوارئ وطنية، ويجب علينا التعامل معها على هذا الأساس." على حد قوله