نظّم قسم اللغة العربيّة وآدابها في كلّية سخنين الأكاديميّة لتأهيل المعلّمين، أخيرًا، مؤتمرًا دراسيًا مميزًا، حمل عنوان "اللّغة العربيّة بين إعادة الاعتبار وصناعة فرص المستقبل"، وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى في حرم الكلية، بحضور لافت من الطلّاب والطالبات، والهيئتين التدريسية والإدارية، إلى جانب عدد من الضيوف والشخصيات الأكاديمية والتربوية البارزة.
افتتحت د. كوثر جابر قسّوم – رئيسة قسم اللغة العربية المؤتمر وتولّت عرافته، ودعت البروفيسور فيصل عزايزة – رئيس الكلية ليلقي الكلمة الترحيبية، حيث تحدّث من خلالها عن كلّية سنين ورؤيتها الأكاديمية والعلمي. كما شدد في كلمته على أهمية لغتنا العربية، مشيرًا الى أنّها "عنصر أساسيّ في تشكيل شخصية الفرد وبناء هويته الفكرية والثقافية، وهو ما يجعلها أساسا لا غنى عنه لتحقيق التنمية ومواجهة التحديات في حاضرنا ومستقبلنا المليئان بالمتغيرات والتقلبات في مجالات العلوم، التكنولوجيا الاقتصاد والثقافة وغيرها".
وتخللت الفقرة الافتتاحية أيضًا مداخلات لكل من د. شيرين حافي ناطور – مديرة قسم التعليم العربي في وزارة التّربية والتعليم، ود. إياد الحاج – معلّم لغة عربية في مدرسة يني يني في كفرياسيف، حيث شددا على أهمية تعليم اللغة العربية وإتقانها في المدارس والمؤسسات التربوية، وهو ما يُعد من الأسس الجوهرية لبناء هوية ثقافية وفكرية قوية لدى الأجيال الناشئة.
وقد أُثرِيَ المؤتمر بمحاضرة افتتاحيّة تحت عنوان "العربيّة الشّريفة: اللغة، المعرفة، والمدوّنة"، قدّمها الدكتور جلال عبد الغني، المحاضر في قسم اللغة العربيّة، تناول فيها أبعادًا لغوية وفكرية متعلقة بمكانة اللغة العربيّة وتاريخها وتحدياتها المعاصرة.
تلا ذلك جلسة مميزة بعنوان "قسم اللغة العربيّة: الرؤية والمنظومة"، أدارها الدكتور محمد إبداح، نائب رئيس الكلية وعميدها الأكاديمي، حيث عُرضت رؤية القسم الأكاديميّة والتربوية في تطوير تعليم اللغة العربية وتعزيز حضورها في المنظومة التعليمية.
ثم قُدّمت فقرة غنيّة بعنوان "سفراء الضاد: خريجو اللغة العربيّة يرسمون خارطة النجاح المهنيّ"، وكانت فقرة مؤثرة وملهمة مع خريجي كلّية سخنين الأكاديمية: رنين طه، نورا صالح، محمد فرحات، وإسراء لافي، الذين شاركوا تجاربهم العمليّة وانعكاس دراسة اللغة العربيّة في كلّية سخنين على مسيرتهم المهنية.
بعد استراحة قهوة قصيرة، انطلق القسم الثاني من المؤتمر، حيث تمّ توزيع الطلاب على ورشات إبداعية حملت عناوين تعبيرية غنيّة ومرّرها طلاب قسم اللغة العربية ومحاضريهم.
وختام المؤتمر كان مع طاولة مستديرة، أدارتها د. كوثر جابر قسوم، رئيسة القسم، وكانت تحت عنوان "العربية مسؤولية مشتركة: سُبل تعزيز مكانة لغتنا في المنظومات التعليمية"، بمشاركة: د. لبنى حديد – مفتشة ومركزة اللغة العربيّة في المرحلة الابتدائية، ود. ريما برانسي – مرشدة قطرية للغة العربيّة، ود. فيصل طه – مدير مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة، والأستاذ صالح أبو ريا – معلّم متقاعد ومصحّح بجروت سابق، والمربية إيمان بكر حمدان – من المدرسة الشاملة "ج" شفاعمرو.
اختُتم اليوم الدراسيّ بجلسة تلخيصيّة وتوصيات أكاديميّة وتربويّة، عبّر فيها المشاركون عن أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات لتعزيز الانتماء للغة العربيّة وتجديد حضورها في واقع الحياة والتعليم.