بعد أكثر من 600 يوم من المجازر والحصار والتجويع، شهدت مدينة حيفا مساء اليوم مظاهرة مركزية ضخمة، انطلقت الساعة الخامسة من شارع المطران حجار، بدعوة من ائتلاف "شراكة السلام" وبمشاركة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحزب الشيوعي، الشبيبة الشيوعية، والعشرات من الحركات والأطر السياسية والاجتماعية المناهضة للحرب والاحتلال.
المتظاهرون احتجّوا ضد ما وصفوه بسياسة الإبادة والتجويع في قطاع غزة، والتصعيد الدموي المستمر في الضفة الغربية، القدس، والنقب، مؤكدين أن الوقت قد حان لكسر جدران الخوف والصمت، والعودة إلى الشارع كيهود وعرب من أجل مستقبل مشترك عادل.
وأكد المنظمون في بيانهم: "بعد 603 أيام من القصف والقتل والحصار، لم يعد الجمهور مستعدًا للصمت. نحن هنا لنقول بصوت واضح: لن نصمت أمام جرائم الحرب. لن نستسلم للتخويف. سنناضل معًا – يهودًا وعربًا – من أجل إنهاء الاحتلال، ووقف دائرة الدم، والسير نحو حل سياسي عادل وسلمي يضمن الأمن والكرامة للشعبين".
بيان رئيس بلدية حيفا يونا ياهف يثير الجدل
بالتوازي مع المظاهرة، أثار رئيس بلدية حيفا يونا ياهف موجة انتقادات بعد إصداره بيانًا هاجم فيه المشاركين، قائلاً: "من يهتف أن غزة انتصرت أو يتحدث عن إسرائيل كمرتكبة جرائم حرب ليس مرحبًا به في مدينتنا. فليذهب ليتظاهر في مكان آخر".
وأضاف ياهف: "الذين تظاهروا لا يسعون للسلام بل للتحريض. ومع ذلك, لن ينجحوا في كسر التعايش في حيفا"، مشيراً إلى قلة عدد المشاركين كمؤشر على "عدم تأييد الشارع لما وصفه بالتطرف القومي".
تصريحات ياهف قوبلت برفض من المشاركين والمنظمين الذين أكدوا أن الصوت الذي ارتفع في شوارع حيفا اليوم هو صوت الضمير الإنساني، ولن يتم إسكاتهم عبر التخويف أو التحريض.