آخر الأخبار

أوروبا ترفع صوتها عالياً مع غزة والدول العربية "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ" / بقلم الاعلامي أحمد حازم

شارك

ستمائة يوم مرت على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، ولم يتحرك أحد في هذا اليوم تضامنا مع أهل قطاع غزة لا رسمياً ولا شعبياً، وكأن القتل في غزة أصبح أمراً عادياً بالنسبة لأصحاب الجلالة والفخامة وأصحاب السمو المهتمين الآن بكيفية الإطاعة لحاميهم دونالد ترامب وليس بغزة أو الضفة الغربية أو غيرهما. على الصعيد الشعبي لم نسمع عن مظاهرات أو احتجاجات قوية جرت في ذلك اليوم، حتى في مجتمعنا العربي، الذي كان من المفترض أن يفعل شيئاً رمزياً (فضمن الإطار المسموح به) في اليوم الستمائة (ولو من باب رفع العتب) لكن لم يفعلها. فهل انعدم الحس الإنساني لدى شعبنا وأصبح التفكير في الأماكن السياحية في طابا وشرم الشيخ وتركيا وغيرها أكثر أهمية من غزة؟ للأسف هذا ما نعيشه.

لكن في أوروبا (رسمياً وشعبياً) تختلف الصورة. فسكان هذه البقعة الجغرافية من العالم والذين يحلو للبعض تسميتهم ظلماً بـ (الكفّار) أظهروا تضامناً بشكل كبير مع غزة وزادوا من نبرة الإدانة لإسرائيل في الوقت الذي التزمت فيه الدول العربية بـِ (صمت القبور) وسكانها "المسلمون المؤمنون" لم يخرجوا للشارع بجدية كما فعل و يفعل "الكفّار". فأي عرب هؤلاء وماذا بقي من عروبتهم ودينهم؟

اسمعوا ما جرى في أوروبا:

رئيسة المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لايين، قالت خلال محادثة هاتفية مع ملك الأردن عبد الله الثاني إن "تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستهداف البنية التحتية المدنية، هو أمر بغيض". أما وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو فقد ذكر في تصريحات صحفية:" ان تجويع السكان في غزة عمداً يعد جريمة حرب ولا أعلم ما الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث في غزة قبل أن نبدأ في الحديث عن إبادة جماعية، ونحتاج إلى تحركات ملموسة لدفع إسرائيل نحو التغيير".

وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول بلغ السي الزبى عنده، ولم يعد يتحمل ما يجري في غزة، ولم يعد يتحمل أيضا الولاء الأعمى لإسرائيل. فقد "بق البحصة" وصرّح بصوت عال بأن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معبراً عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة. وأضاف في مقابلة إذاعية "يجب ألا يُستغل التزامنا تجاه إسرائيل كأداة في الحرب على قطاع غزة ونحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها". إذاً هذه رسالة واضحة لإسرائيل.

حتى أن المستشار الألماني فريدريتش ميرتس، صرح بكل وضوح ليُفهم اسرائيل أنه لا بد من وقف الحرب في قطاع غزة، وقال: "ما نراه في قطاع غزة ليس مقبولا بتاتا، وهناك معاناة وقتل ولا بد من وضع حد لذلك وما حصل في الأيام الأخيرة، لا يبدو لي ضروريا للدفاع عن حق إسرائيل في الوجود وأن الوقت قد حان لأقول صراحة إن ما يحدث الآن لم يعد مفهوما". وكان المستشار الألماني قد هدد حكومة بنيامين نتانياهو بالتوقف عن دعمها بسبب تكثيفها العمليات العسكرية في القطاع.

وأخيرا...

عشرات المئات يخرجون للمطاعم ولمقاهي الأراجيل، ولم نر أحداً (ولو عشرة) في الشوارع في اليوم الستمائة على حرب غزة. قوم يحق فيه قول الشاعر: "شعبُ إذا ضُرب الحذاء برأسهِ .. صرخ الحذاءُ بأي ذنبٍ أُضرب"

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا