ركاز: نبض المجتمع العربي وبوصلة التغيير نحو مستقبل أفضل

عبر أبحاث دقيقة وبيانات موثوقة، "ركاز" يسعى لتمكين المجتمع وتوجيه صناع القرار
في ظل التحديات المتنامية التي تواجه المجتمع العربي في البلاد، تبرز الحاجة الملحة إلى فهم عميق ودقيق للظواهر الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية التي تؤثر في نسيجه اليومي ومستقبله. ومن هذا المنطلق، يتطلع مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز"، التابع لجمعية الجليل، بدور ريادي كمركز إحصائي عربي متخصص، يهدف إلى تقديم صورة علمية موثوقة للواقع العربي المحلي، مستندًا إلى بيانات دقيقة وتحليلات رصينة.

"ركاز": أهداف ورؤية لخدمة المجتمع
أوضح السيد أحمد الشيخ محمد، مدير عام جمعية الجليل، في مقابلة خاصة، أن مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز" "يعتبر مركزًا إحصائيًا متخصصًا في دراسة ومسح الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في البلاد". وأضاف الشيخ أن "ركاز" يتميز بقدرته على "تشخيص القضايا التي تقتضي البحث والتدخل في مجتمعنا العربي، بالإضافة إلى جمع وتحليل ومعالجة معلومات اجتماعية واقتصادية بشكل دوري".

وأكد الشيخ على أن المنهجية البحثية في "ركاز" تعتمد على "جمع المعلومات المباشرة من الجمهور في محيطه الطبيعي عبر المقابلات الشخصية، ويرتكز على عينات واسعة جداً من المجتمع العربي من الجليل وحتى النقب، تعكس التعددية والاختلاف في هذا المجتمع من حيث منطقة السكن، ونوع البلدة (معترف بها/غير معترف بها)، وتركيبة السكان وحجم البلدة."

وشدد الشيخ على فلسفة المركز قائلاً: "إننا في "ركاز" لا نكتفي برصد الظواهر، بل نسعى إلى تحويل الأرقام إلى أدوات تمكين، والمعطيات إلى بوصلة تُوجّه صناع القرار، وتُنير الطريق أمام المبادرات التنموية الهادفة. من هنا، نواصل التزامنا في هذا المسار العلمي والمعرفي، واضعين المعرفة في خدمة التغيير الإيجابي."

خدمات بحثية شاملة ودقيقة
من جانبها، أفادت الدكتورة إيناس كيال طربية، مديرة مركز "ركاز"، بأن الفئة المستهدفة من خدمات المركز هي "المجتمع العربي في البلاد عامةً، وبشكل محدد السلطات المحلية، والأكاديميين، والمكاتب الحكومية، ومتخذي القرار، وجمعيات المجتمع المدني التي تستفيد من مخرجاته في بناء برامجها."
وعن نوعية الأبحاث، أوضحت الدكتورة كيال طربية أن المركز "يبحث في جميع نواحي الحياة للعرب في البلاد، ويرصد الواقع الاجتماعي الاقتصادي والصحي والبيئي، بما في ذلك قضايا شائكة تخص المجتمع مثل العنف والجريمة، وأزمة السكن والمسكن، وتأثير التغير المناخي، وقضايا تخص المجموعات ذات الاحتياجات الخاصة كالمسنين، وذوي الأمراض المزمنة، والنساء والأطفال."
وأضافت: "من خلال المسح الدوري الذي نقوم به في "ركاز"، أي المسح الاجتماعي الاقتصادي والذي ينفذ للمرة السادسة على التوالي، يتم تسليط الضوء على القضايا الملحة للتعمق فيها وبحث مسبباتها، وذلك لبناء خطط عمل مستقبلية لمعالجة هذه القضايا."
مشاريع رائدة وآليات لضمان المصداقية
كشفت الدكتورة كيال طربية عن أبرز مشاريع المركز في الفترة الاخيرة قائلة: "إن أبرز ما قام به "ركاز" في الفترة الأخيرة

انطلاق المسح الاجتماعي الاقتصادي السادس لعام 2025." وبحث حول فحص أنماط استخدام الخدمات الطبية الرقمية في المجتمع العربي ومدى استغلالها بالشكل الصحيح إضافة الى رصد المعيقات الشخصية والبنيوية أمام استغلال هذه الخدمات. كما يرصد هذا البحث المفاهيم والمواقف السائدة المتعلقة بهذه الخدمات لدى الجمهور العرب. نشير أن مسؤول البحث هو الدكتور محمد خطيب وبمشاركة طاقم من الباحثين من جامعة بن غوريون والكلية الأكاديمية صفد
وأضافت: "كما نفذ "ركاز" دراسة مسحية هامة حول الشباب في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل"، سلطت الضوء على تطلعاتهم المستقبلية، لا سيما في مجالات العمل، والتعليم، والحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى الكفاءة الذاتية، ورأس المال الاجتماعي، والهوية والانتماء."
وفيما يتعلق بمصادر البيانات، أشارت إلى أن "ركاز" يعتمد جمع المعلومات "عبر استطلاعات وجاهية لعينة بحث عشوائية تمثل جميع فئات المجتمع العربي في البلاد." ولضمان دقة ومصداقية هذه البيانات، أكدت الدكتورة كيال طربية أن المركز "يختار مستطلعين ذوي كفاءات عالية وخبرة مسبقة، يخضعون لتدريب خاص قبل كل استطلاع جديد. كما قامت الجمعية ببناء منظومة رقابية لمتابعة عمل المستطلعين، بالإضافة إلى إدارة وتحليل البيانات الأولية لفحص مصداقيتها."
تعاون وتأثير واسع النطاق
أكدت مديرة "ركاز" وجود "تعاون مع مؤسسات أكاديمية مختلفة، وباحثين، ومراكز أبحاث، وجمعيات أخرى." مشددة على أن لعمل "ركاز" أهمية كبيرة، "حيث يزود المركز بالمعلومات حول احتياجات المجتمع، مستندًا على ركيزة علمية مثبتة وملائمة لعادات وتقاليد المجتمع العربي."
وفيما يخص إتاحة الأبحاث، أوضحت أن المركز "ينشر تقاريره وأبحاثه بشكل دوري في الصحافة والإعلام، وعبر تقارير وكتب ومقالات في مجلات علمية مرموقة." كما "يتيح مركز "ركاز" للطلاب العرب استخدام المعلومات المجموعة عن المجتمع العربي لإجراء أبحاث أكاديمية، ويقدم الإرشاد للطلاب الأكاديميين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه."
دعوة للتعاون والمشاركة المجتمعية
ووجه القائمون على المركز دعوة للجمهور في البلاد للتعاون والمشاركة، حيث يجوب في هذه الأثناء مستطلعون من قبل جمعية الجليل لرصد المعطيات. وأكدوا على أهمية هذا الجهد في إحداث تغيير إيجابي في الوضع الحالي، متعهدين بالمحافظة على السرية المطلقة لكافة المعلومات التي يتم رصدها.