آخر الأخبار

بعد غزة وطولكرم وجنين... الدور الآن على فلسطينيي لبنان

شارك

في السياسة لا توجد كلمة مستحيل. فمن كن يتوقع انهيار الاتحاد السوفييتي الدولة العظمى في هذا العالم، الذي كان فيه الاتحاد السوفييتي ينافس أمريكا في السيطرة. لا أحد. لكنه سقط. ومن كان يتكهن ولو لدقيقة واحدة سقوط نظام آل الأسد بعد حكم دكتاتوري دام خمسة عقود ونيف. لا أحد لكنه سقط.
وهذا ما ينطبق على الثلاثي "الوجود السوري في لبنان، سلاح حزب الله وسلاح الفلسطيني في مخيمات لبنان" هذا المثلث ظل سنوات طويلة متوازي الأضلاع لم يستطع أحد مسّه بسبب ارتباط بعضه ببعض، حتى أتت لحظة التغيير، عندما هب الشعب اللبناني وأجبر قوات الاحتلال السوري على الانسحاب من لبنان في العام 2005 بعد احتلال (سياسي) دام أيضا أكثر من خمسين عاما وسقوط النظام السوري في في شهر ديسمبر العام الماضي. ضلع مهم من هذا المثلث (الوجود السوري) قد تحطم، والضلع الثاني (سلاح حزب الله) قد تم تحجيمه بشكل كبير جدا وهو في طريقه ليصبح في خبر كان والاتفاق بين حزب الله وإسرائيل خير دليل على ذلك. ولم يبق من الثلاثي سوى سلاح المخيمات الفلسطينية بمعنى "لم يبق في الميدان إلاّ حميدان".
مصدر فلسطيني (فتحاوي) مطلع على مجريات الأمور أكد لي استحالة ما يصبو اليه محمود عباس ورئيس لبنان جوزيف عون بشأن "تنظيف" المخيمات الفلسطينية من السلاح بقوله: "كلام فارغ حتى لو تم تأسيس مائة لجنة حوار وليس لجنة واحدة للحوار اللبناني الفلسطيني." من ناحية منطقية فإن هذا الفتحاوي الصديق على حق لا سيما انه رافق الراحل عرفات سنوات عديدة وكان مطلعاً على أدق الأمور ولا تزال عيونه موجهة على تطورات الوضع الفلسطيني. ولماذا على حق؟
صحيح أن عباس وعون اتفقا على البدء في الخامس من الشهر المقبل بسحب سلاح المخيمات الفلسطينية لكن ذلك مجرد استعراض لا علاقة له بالواقع. يوجد موقفان: موقف "عوني عباسي" رسمي يريد سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات وموقف شعبي فلسطيني (مسنود من جهات لبنانية وطنية) يرفض تسليم السلاح. لكن الكفة الراجحة هي للشارع الفلسطيني.
العميد الركن اللبناني المتقاعد نضال زهوي يرى: "أن زيارة عباس إلى لبنان وحديثه عن سحب سلاح المخيمات الفلسطينية هي إملاءات خارجية تهيمن على القرارين اللبناني والفلسطيني ولا توجد سلطة لبنانية مستقلة عن القرار الأميركي، أو سلطة فلسطينية حقيقية؛ بل نحن أمام سلطة فلسطينية متواطئة، وسلطة لبنانية خاضعة لا حول لها ولا قوة، تنفّذ الإملاءات الأميركية”.
والسؤال المطروح الآن: هل يتحمل لبنان في ظل الوضع السياسي المتردي الذي يعيشه تداعيات قرار سحب السلاح الذي سيتسبب بدون شك في اندلاع اقتتال فلسطيني داخلي لا يُعرف إلى أين قد يصل، أو مواجهة عسكرية جديدة مع الفلسطينيين؟
وأخيراً...
اجتماع القمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد الشهر الحالي، لم تجر رياحه كما اشتهت سفن دجلة والفرات، لا سيما بغياب 17 زعيماً عربياً (فقط) من أصل 22. ويبدو ان (المتغيبّين) عرفوا مسبقاً أن حضورهم وغيابهم لن يغير أي شيء، لأن بيان القمة تم اعداده سلفاً بإملاء ممن يثبّتون كراسي أصحاب الجلالة والفخامة وأصحاب السمو.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا