أطلقت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم السبت، عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون"، في واحدة من أعنف مراحل التصعيد منذ بدء الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر. وتستهدف العملية، وفق ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية، "القضاء الكامل على البنية العسكرية لحركة حماس" واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وتشهد مناطق متفرقة من شمال ووسط غزة قصفاً جوياً ومدفعيًا مكثفًا، تزامنًا مع توغل بري موسّع في عدة محاور، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عملية "عربات جدعون" تشمل توسيع رقعة السيطرة العسكرية داخل القطاع، مع الإبقاء على وجود دائم للجيش في "مناطق استراتيجية"، بينما تستمر القوات في "تحييد التهديدات الإرهابية" على حد وصفه.
في المقابل، اعتبرت وزارة الصحة في غزة أن العملية تمثل تصعيدًا خطيرًا يُنذر بـ"كارثة إنسانية شاملة"، لا سيما في ظل تزايد أعداد النازحين إلى مدينة رفح التي تعاني أصلًا من اكتظاظ سكاني حاد ونقص حاد في الغذاء والدواء.
من جانبها، أعربت منظمات دولية عن مخاوف متزايدة من عمليات تهجير قسري واسعة النطاق، بعدما دعت إسرائيل المدنيين إلى إخلاء مناطق شمال غزة والتوجه جنوبًا. ووصفت تقارير حقوقية الخطة بأنها تمهيد لتغيير ديموغرافي قسري في القطاع.
وكان المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قد أقر الخطة العسكرية بالإجماع، رغم تحذيرات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير من أن توسيع الحرب في هذا التوقيت قد يعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ويقوّض فرص التوصل إلى اتفاق تبادل.
وتأتي العملية في وقت يستضيف فيه العراق القمة العربية في بغداد، وسط دعوات لوقف إطلاق النار ومطالبات بتحرك دولي عاجل لاحتواء الأزمة.