في تطورات دبلوماسية مثيرة، نفى السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكبي، بشدة ما تداولته تقارير إعلامية حول نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان اعتراف أميركي بدولة فلسطينية خلال زيارته المرتقبة للمنطقة الأسبوع المقبل.
نُقلت التقارير عن وكالة أنباء مستقلة معنية بشؤون الشرق الأوسط – "ميديا لاين" – حيث ذكر مصدر في دول الخليج أن ترامب سيصدر خلال قمة عقدها في الرياض إعلانًا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع استثناء حركة حماس من أي إطار سياسي. وفي رد فعل ساخر، كتب هاكبي على منصته في "إكس":
"هذه مجرد هراء... حفيدي البالغ من العمر 4 سنوات أكثر موثوقية. خذوا رأيي: لا يوجد صديق أفضل لإسرائيل من رئيس الولايات المتحدة."
تأتي تصريحات السفير في ظل ترقب الزيارة المرتقبة لترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث يزور ثلاث دول رئيسية، وهي السعودية وقطر والإمارات، دون زيارة إسرائيل. وأفادت تقارير مُطِلعة إلى شبكة "CNN" بأن الأولوية القصوى لترامب في زيارته القادمة ستكون التوصل إلى اتفاقيات اقتصادية تعزز الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة.
وأشار مستشار ترامب السابق وصهره جاريد كوشنر، إلى جانب مستشارين آخرين، إلى هدف طموح يتمثل في توسيع نطاق "اتفاقيات إبراهيم"، الاتفاقيات التي أسهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، ولاحقًا مع المغرب والسودان. فيما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض: "إن هذا الموضوع ما زال قيد النقاش".
ومن جانب آخر، ذكرت مصادر مطلعة على المحادثات مع القادة العرب أن إدارة ترامب لا تتوهم بإمكانية توقيع اتفاق مع الرياض خلال الزيارة، بل ترى في اللقاءات المباشرة مع القادة السعوديين فرصة ممتازة لتحقيق تقدم ملموس. ونقل عن مسؤول رفيع في الإدارة قوله: "نتوقع توقيع دول أخرى لاتفاقيات قبل السعودية، حيث تُجري الإدارة محادثات مع مجموعة واسعة من الدول."
وفي سياق منفصل، ورد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب، خلال لقاء مع متبرعين في إقامته بفلوريدا الأسبوع الماضي، أقر بصعوبة التوصل إلى حل للصراع في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن "العثور على حل صعب لأنهم يقاتلون منذ ألف عام". وقد أعرب عدد من مسؤولي إدارة ترامب عن انزعاجهم من نية إسرائيل توسيع نطاق الحرب في غزة، إلا أن ترامب استمر في الحديث عن إعادة إعمار القطاع ومنح إسرائيل عمليًا "ضوءًا أخضر" لمواصلة العمل العسكري حتى تغيير موقف حركة حماس.
وفي خطوة استباقية، قام مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، بتوسيع فريق مستشاريه استعدادًا للمرحلة التالية من الأزمة في غزة. ومن بين أعضاء الفريق الجديد، وفقًا لمصادر مطلعة، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والمحامي الأميركي آلان درشوفيتز، حيث قال درشوفيتز: "سنرى إن كانوا سينجحون، لكن على الأقل هم يحاولون. أشعر أن الأمر أكثر تحديًا مما كانوا يأملون."