آخر الأخبار

الكلب يعرف أولاده...عندما يسقط الرئيس الى الدرك الأسفل

شارك

ذكرت في مقال سابق لي في هذا الموقع، اني طوال حياتي المهنية والتي تجاوزت الخمسة وخمسين عاماً ولغاية هذا الوقت لم أنتسب لأي تنظيم أو حزب فلسطيني أو عربي ولا حتى ألماني. وقد كنت خلال رحلتي الصحفية الطويلة إعلاميا ً مستقلاً أخدم قضيتي بالدرجة الأولى من الناحية السياسية وأرشيفي خير شاهد على ذلك، وأدافع عن ديني ضد من يحاولون الإساءة اليه. أقول ذلك لكي لا يستغل ضعفاء النفوس وقصارى النظر مضمون مقالي في محاولة للاصطياد في المياه العكرة.

تقام مزادات البيع للحصول على أعلى سعر في القطعة المعروضة وهناك مناقصات لأرخص سعر رسمي. والمزاد الذي أقامه رئيس سلطة رام الله محمود عباس خلال دورة المجلس المركزي الـ32، التي انعقدت في مقر الرئاسة برام الله، الأسبوع الماضي، رسى المزاد كأرخص سعر على حسين الشيخ ليكون رسمياً، أول نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منذ تأسيسها عام 1964. وبالتالي أول نائب لرئيس السلطة الفلسطينية.

الغريب في الأمر والمضحك في نفس الوقت عدم وجود مرشح أخر لهذا المنصب، والأغرب من ذلك أن المعلومات الفلسطينية تقول انه تم انتخاب حسين الشيخ بينما الحقيقة هي أن حسين الشيخ تم فرضه على المجلس المركزي من قبل عباس الذي كان صاحب اقتراح ترشيح الشيخ لهذا المنتصب. وبصراحة أكثر فإن عباس لم يكن سوى منفذ لأمر فوقي بترشيح حسين الشيخ. وقد وصل الكذب بمحمود عباس الى قمته عندما قال خلال الاجتماع ان منصب نائب الرئيس "كان غاية تراوده لأكثر من 20 عاماً."

كلام عباس عارٍ عن الصحة بمعنى لا أساس له. لأن الأمريكيين هم الذين ضغطوا على عباس لإجراء تعديلات ومن بينها منصب نائب رئيس. وكان جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي السابق بايدن للأمن القومي، قد التقى عباس في الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 2023 وحثه على "تبني تغييرات سريعة" من بينها أن يعين نائبا له ويسلم المزيد من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء، ويدخل شخصيات جديدة في القيادة.

ولذلك سارع عباس في التحضير لتنفيذ الأمر الأمريكي حيث أعلن عن نيته استحداث المنصب أثناء القمة العربية الطارئة في القاهرة، في الرابع من شهر مارس/ آذار الماضي، عندما أكد أنه سيستحدث منصب نائب رئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين ضمن إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة، وضخ دماء جديدة في المنظمة وحركة فتح وأجهزة الدولة. تماما كما يريد الأمريكي.

الرئيس، أي رئيس من المفترض أن يكون مثالاً يقتدى به على الأقل في الحياة الاجتماعية واستخدام المفردات. لكن عباس أصر على أن يكون "ابن شارع" عندما خاطب حماس في خطابه في المجلس التشريعي بـ" أولاد الكلب". هذه لغة أولاد شوارع يستخدمها "أولاد الكلب" نفسهم. تصوروا الى أي مستوى وصل عباس بسقوطه الى الدرك الأسفل لفظاً علاوة عن سقوطه الى الحضيض سياسة وشعبية.

وأخيراً...

الآن أصبحنا نعرف من هو رئيس السلطة الفلسطينية القادم. يعني السلطة انتقلت سياسيا حسب المثل الشعبي القائل" من تحت الدلف لتحت المزراب"

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا