رحيل فارس الكاميرا والكلمة الأستاذ الصحفي ياسر أبو عجاج

برحيل الأستاذ ياسر سالم أبو عجاج (أبو أحمد)، يوم الـ16 من أبريل/نيسان 2025، فقدنا قامة نبيلة، وإنسانًا قلّ مثيله، جمع بين الإبداع المهني والرسالة التربوية، وبين الحضور الإنساني والتواضع الجم.
وُلد الفقيد في قرية كسيفة بالنقب في 12 تموز/يوليو 1975، وتلقى فيها تعليمه من المراحل الأولى حتى الثانوية، حيث أنهى دراسته في مدرسة كسيفة الشاملة، ليواصل طريقه نحو التميز في مهنة أحبّها وعشق تفاصيلها.

تخرج من كلية سبير الأكاديمية، قسم الصحافة والإعلام، كمصور ومنتج إعلامي، لينخرط مبكرًا في العمل الصحفي منذ عام 1997 في محطة التلفزيون بمدينة القدس، هناك لمع نجمه وأثبت حضوره المهني بشهادة كل من عمل معه.

لقد كان الحديث مع ياسر خلال سفراتنا إلى القدس مليئًا بالشغف والطموح، إذ لطالما تحدّث عن تطوير الإعلام في النقب، بل وطرح فكرة إنشاء محطة تلفزيونية محلية أو على الأقل إدخال تخصص الصحافة والإعلام إلى المدارس الثانوية. وها هو الحلم يتحقق، عندما التحق في عام 2001 كمعلم للصحافة والإعلام في مدرسة شقيب السلام الثانوية، بدعم من مديرها حينها الدكتور محمد الحمامدة (رحمه الله)، وهناك بدأ مشروعًا طموحًا ترك بصمة تعليمية فريدة وأسس لجيل جديد من الإعلاميين المحليين.
لم يتوقف عطاؤه عند شقيب السلام، بل واصل تألقه في مدرسة الفاروق الشاملة في كسيفة، حيث رأيت بعيني كيف كان الطلبة يصورون أفلامًا وثائقية في شوارع البلدة، بكل فخر واعتزاز، بإشراف أستاذهم الملهم، الذي لم يكن يُعلّم فحسب، بل يزرع حبّ الكلمة والصورة في قلوب طلابه.

أسّس لاحقًا شركته الخاصة للإعلام، شركة "تلفزيون لنا"، والتي ضمّ إليها طلابه وخريجي تخصص الإعلام الذي غرسه فيهم، ليشكّل بذلك نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الموهبة والتربية، والتعليم والإنتاج، والرسالة المجتمعية والبصمة المهنية. من خلال عمله الدؤوب عاش هموم الناس ومشاكلهم، ولكنه في الوقت نفسه أبرز الطموحات والأحلام التي كانت تراودهم فتحول إلى عنوان.
رحم الله ابن خالي أبا أحمد، فقد كان أبًا حنونًا، وزوجًا عطوفًا، وأخًا وصديقًا ومربّيًا حمل همّ مجتمعه وسعى إلى خدمته بكل ما أوتي من وقت وجهد وإبداع.

نم قرير العين يا أبا أحمد... فذكرك باقٍ في قلوبنا، وعطاؤك شاهدٌ في مدارسنا، وإخلاصك محفور في مسيرة الإعلام التربوي والجماهيري في النقب.

مصدر الصورة مصدر الصورة