أُطلقت في مدينة قلنسوة أول مجموعة دعم من نوعها مخصصة للآباء الذين لديهم أطفال ضمن طيف التوحّد، وذلك بمبادرة من جمعية "أوتي – الجمعية الإسرائيلية للتوحّد" وبتوجيه الأخصائي النفسي عبد الله ريان، مدير تجمع رياض الأطفال التابع للجمعية في المدينة.
تهدف هذه المجموعة الفريدة، التي تحمل اسم "إسبريسو والطيف وما بينهما"، إلى توفير مساحة آمنة ومهنية للآباء، حيث يمكنهم التعبير عن مشاعرهم، تبادل الخبرات، واكتساب أدوات عملية للتعامل مع تحديات تربية الأطفال مع طيف توحد.
تنطلق هذه المبادرة من إدراك عميق بأن الكثير من الآباء يواجهون تشخيص أطفالهم بمشاعر مختلطة تشمل الصدمة، القلق، الخوف، وأحيانًا الوحدة والعجز. وتحديد في المجتمع العربي، حيث تُسند غالبًا للآباء أدوار الحزم، يُفتقر إلى مساحات حوار عاطفية حقيقية.
تلتقي المجموعة مرة واحدة شهريًا، في عطلات نهاية الأسبوع، وتشمل لقاءات اجتماعية، جلسات دعم عاطفي، ومرافقة مهنية مختصة في مجال التوحد.
يقول الأخصائي النفسي عبد الله ريان، المشرف على المجموعة:
"في كثير من الأحيان، يتم تهميش الحديث عن الوالدية والمشاعر، وكأنها ليست جزءًا من التجربة الأبوية. هذه المجموعة تتيح للآباء مساحة ضرورية للتفريغ، للفهم، وللتعلم. نعمل معهم على تطوير فهم أعمق لعالم أطفالهم واحتياجاتهم، ونزودهم بأدوات لمواجهة التحديات اليومية. كذلك، نخلق شبكة دعم متبادلة تقلل من الشعور بالوحدة وتُعزز من التضامن بين الآباء."
ويضيف
"في ثقافتنا، غالبًا ما تُعتبر تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية "أمومية"، وهذا تصوّر نطمح لتغييره. نحن نُبرز دور الأب، ليس فقط كداعم بل كشريك فاعل في رحلة مليئة بالحب، بالتحديات، وبالرسالة الإنسانية."
جمعية "أوتي – الجمعية الإسرائيلية للتوحّد" تنشط منذ أكثر من 35 عامًا في تقديم الدعم الشامل والمرافقة المتخصصة للأفراد على طيف التوحّد، من مرحلة الطفولة المبكرة وحتى سن البلوغ والاندماج في المجتمع. تشمل خدماتها العلاج، التأهيل، الأبحاث، وتطوير مناهج علاجية مبتكرة ومتقدمة.