سؤال في محله. الموقف الغربي من التطورات في البحر الأحمر يظهر سرعة التحرك عندما تتأثر المصالح الاقتصادية والتجارية الكبرى، بينما القضية الفلسطينية، رغم كونها أقدم وأعقد، تُواجَه بمماطلة مستمرة.السبب الرئيسي يعود إلى اختلاف الأولويات والمصالح. في البحر الأحمر، تهدد الهجمات مصالح اقتصادية مباشرة، مثل التجارة العالمية والطاقة، ما يدفع الدول الكبرى إلى ردود فعل حازمة.
تبقى اليمن القوةةالضاربة بمواقفها الداعم للقضية الفلسطينية ودعما لها حتى يتم الهدوء والأستقرار في غزة والضفة الغربية وكافة مناطق النزاع القائم..
أما القضية الفلسطينية، فهي معقدة بسبب التوازنات السياسية، واللوبيات المؤثرة، والانحياز التاريخي لبعض الدول، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية للضغط على إسرائيل.هذا التناقض يكشف ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الدولية، حيث تتحرك القوى الكبرى عندما تُمس مصالحها، بينما تستمر المأساة الفلسطينية دون حلول جذرية..
للأسف، من غير الواقعي توقع أن تغير هذه الدول سياساتها فجأة لتبحث عن حل جذري وعادل للقضية الفلسطينية، لأن المصالح والتحالفات الاستراتيجية لا تزال تحكم قراراتها.لكن هناك عوامل قد تدفعها لإعادة التفكير، مثل:تغير ميزان القوى – إذا أصبح الفلسطينيون والعالم العربي أكثر قدرة على فرض موقفهم سياسيًا واقتصاديًا، كحملات المقاطعة الدولية والضغوط القانونية في المحاكم الدولية. خاصة مع تنامي التعاطف مع القضية الفلسطينية وانتقاد ازدواجية المعايير
والتأثير في تغيير الرأي العام العالمي.
تزايد كُلفة دعم إسرائيل –
إذا أدى استمرار الصراع إلى تهديد مصالح هذه الدول بدلاً من حمايتها.لكن هذه التغييرات تحتاج لعمل فلسطيني وعربي منظم، وليس مجرد انتظار أن تغير القوى الكبرى مواقفها من تلقاء نفسها.
وأن فكرنا بأن أمريكا ستحاول من تغيير نهجها ضد إسرائيل لصالح القضيه الفلسطينيه وحل ازمتها الاقتصادية
فمن الصعب أن تغيّر أمريكا سياستها تجاه إسرائيل لصالح الفلسطينيين لمجرد تحسين اقتصادها، لأن دعم إسرائيل ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو جزء من استراتيجية سياسية وأمنية مرتبطة باللوبيات المؤثرة، والمصالح الجيوسياسية، والعلاقات التاريخية.
لكن هناك سيناريوهات قد تدفع واشنطن لإعادة التفكير في شكل دعمها لإسرائيل، منها:
إذا أصبح دعم إسرائيل مكلفًا جدًا –
مثل تصاعد الأزمات الأمنية أو المقاطعة الاقتصادية العالمية التي تجعل التحالف عبئًا أكثر منه فائدة.وإذا تغيرت أولويات أمريكا في الشرق الأوسط – تركز أكثر على آسيا أو تحتاج لتحسين علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي لتحقيق مصالحها.
وإذا واجهت ضغوطًا شعبية داخلية –
مثل تغير رأي الناخبين الأمريكيين، خاصة الشباب والتقدميين الذين أصبحوا أكثر انتقادًا لإسرائيل.لكن حتى لو تغيرت السياسة الأمريكية جزئيًا، فلن يكون ذلك بالضرورة لصالح الفلسطينيين بشكل مباشر، بل ربما يأتي ضمن محاولات تهدئة أو فرض حلول جزئية تخدم المصالح الأمريكية أولًا.
فهي تؤمن بمصالحها ومصالح من يدور في فلك سياستها..
فالنهاية لها بدايات يتخللها معاكسات وتحديات وصعوبات لا بد أن يأتي اليوم ويتم الانتهاء من هذا الصراع الطويل الأمد وعليه فالنهاية اما ان تكون صعبة قاسية أو سلام عادل متصفح للشعب الفلسطيني فقط في تدخل جهات حياتية ترعى حياة الشعوب ولا تكيل بمكيالين..
الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي معقد ومتجذر في التاريخ، وما زال حتى اليوم دون حل نهائي. على مر العقود، شهد محاولات تسوية سياسية، وانتفاضات، وحروب، واتفاقيات مثل "أوسلو"، لكن لم تصل أي منها إلى نهاية حاسمة.
النهايات الممكنة غالبًا ما تعتمد على التوازنات السياسية، والإرادة الدولية، وتغير الظروف الإقليمية. هناك سيناريوهات محتملة مثل:
حل الدولتين – وهو الحل الذي دعت إليه الأمم المتحدة، لكنه يواجه عراقيل كبيرة بسبب الاستيطان والسياسات الإسرائيلية.
حل الدولة الواحدة – لكنه يطرح تحديات ديموغرافية وسياسية لكلا الطرفين.
استمرار الصراع – وهو للأسف ما نراه حتى الآن، في ظل تعثر الحلول السياسية.
في النهاية، النهايات ليست مستحيلة، لكنها تعتمد على متغيرات كثيرة، أهمها إرادة الأطراف وقدرتهم على الوصول إلى تسوية عادلة ومستدامة.