على الرغم من ان الانتخابات للكنيستليست الأفق القريب، يبدو أن الحلبة السياسية يتعِد نفسها فعليًا لهذه المرحلة. رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، الذي أعلن اعتزاله الساحة السياسية وأبدى نيته الابتعاد لفترة طويلة، بدأ بالعودة التدريجية إلى المشهد السياسي بعد أحداث 7 أكتوبر. وفقًا للمصادر، فان رئيس الوزراء الاسبق بينيت في مراحل متقدمة من تأسيس حزبه الجديد.
بخطوات استباقية، استعان بينيت بمستشارين متخصصين لإجراء دراسة شاملة حول التوجهات السياسية الحالية. كما استأجر خبيرة استراتيجية أمريكية لتحليل إحتمالاته الانتخابية ضمن الكتلة المركزية-اليسارية، بينما استعان بنيه كوهن، المستشار السابق لإيتمار
بن غفير، للبحث في احتمالات دعمه من الوسط اليميني. وتشير التقديرات إلى أنه يركز على قاعدة ناخبين واسعة تشمل 40% من أصوات اليمين.
بالرغم من النقد الذي واجهه بسبب قراراته السابقة، مثل انضمامه إلى حكومة مع منصور عباس بعد تعهده بعدم القيام بذلك، يحاول بينيت تجاوز أخطاء الماضي. يُقال إن الرجل يعكف حاليًا على توظيف فريق مهني لتأسيس حزبه الجديد، متجنبًا الوقوع في الأخطاء السابقة المرتبطة بخيارات الشخصيات المحيطة به. يساعده مستشار متخصص في الموارد البشرية لتقييم المرشحين المحتملين بعناية قبل إدخالهم في القائمة النهائية للحزب.
خلال العام والنصف الماضيين، أجرى بينيت زيارات ميدانية متعددة شمالًا وجنوبًا، إلى جانب اجتماعات محدودة مع عدد من الشخصيات البارزة وزيارات لمجالس محلية. كما ألقى محاضرات في جامعات عالمية وامريكية. ومع ذلك، يلفت الانتباه امتناعه عن مقابلة الإعلام الإسرائيلي، وتركيزه على إجراء حوارات دولية فقط.
بينيت لم يتخذ موقفًا واضحًا بشأن المرحلة الثانية لصفقة إطلاق سراح الرهائن، لكنه عبّر علنًا عن آرائه في قضايا أخرى مثل التوظيف والعنف، فضلًا عن دعمه لأسر الرهائن. رغم عدم تواجده بشكل رسمي في الكنيست، يبدو أن لديه نية واضحة للعودة، حيث يدير خطواته بحذر شديد.
أحد الأسئلة المحورية المحيطة بعودته يتعلق بعلاقاته مع بقية الأطياف السياسية. يُذكر أنه أجرى محادثات مع معظم زعماء الأحزاب الكبرى، بما في ذلك لقاء مع جادي أيزنكوت الذي أشارت مصادر مقربة إلى عدم استبعاده لتحالف مشترك مع بينيت، وإن كانت الخطوات المستقبلية تعتمد بشكل كبير على الظروف المتغيرة. على الأرجح، سينتظر بينيت إعلان موعد الانتخابات ليحدد خططه الرسمية ويكشف نواياه علنًا.
في تعليق غير رسمي عن نشاطاته المختلفة، قيل إن بينيت كرّس جهوده خلال الفترة الماضية لزيارة عائلات المختطفين وقتلى الجنود ، وإجراء لقاءات مباشرة مع الشباب ومحاضرات عالمية بهدف تعزيز توجهات جديدة للتوظيف والنشاط المجتمعي.