مع اقتراب يوم المرأة العالمي، يحتفل العالم بأهمية دور النساء في المجتمع والتقدم الكبير الذي حققنه في مختلف المجالات. هذا اليوم هو فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في العديد من الأماكن حول العالم، وللتأكيد على ضرورة مواصلة العمل من أجل المساواة في الحقوق والفرص.
واجرى موقع بكرا عددًا من المقابلات مع عدة نساء من مجالات مختلفة لسماع التحديات والانجازات لهن ولزميلاتهن في مجال عملهن.
وفي حديث لموقع بكرا مع زينب ابو سويد قالت: "تُواجه المرأة العربية في البلاد تحديات جمّة، إلا أنها تُحقق إنجازات مُلهمة في مجالات عدة، من بينها التعليم والعمل، في ظل ظروف صعبة ومقيدة. في لقاء خاص مع "بكرا"، تحدثت الناشطة والباحثة زينب أبو سويد عن الواقع المركب الذي تعيشه النساء العربيات في إسرائيل، مسلطةً الضوء على الإنجازات والتحديات في آنٍ واحد".
ارتفاع نسبة النساء العربيات في التعليم العالي
تؤكد أبو سويد أن "المرأة العربية تُثبت يومًا بعد يوم قدرتها على تحقيق النجاح الأكاديمي رغم العقبات المختلفة". وتشير إلى أن الإحصاءات الأخيرة تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة النساء العربيات اللواتي يحصلن على شهادات جامعية عليا، مما يُساهم في تعزيز دورهن في مجالات التعليم، الطب، والهندسة. وتضيف: "هذه القفزة التعليمية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة إصرار النساء على تحقيق ذواتهن، رغم القيود المجتمعية والتحديات الاقتصادية".
تهميش سياسي رغم النجاحات الفردية
ورغم هذه الإنجازات، لا تزال المرأة العربية مُهمشةً في الساحة السياسية الإسرائيلية، وهو ما تعتبره أبو سويد "إحدى أكبر الإشكاليات التي تُواجهها النساء العربيات في البلاد". وتوضح أن "العوامل الاجتماعية والسياسية تُقيّد مشاركة المرأة في عملية اتخاذ القرار، مما يؤدي إلى تغييب قضاياها عن السياسات العامة".
وترى أن "تمثيل المرأة في الحلبة السياسية ليس مجرد مطلب نسوي، بل هو ضرورة لضمان سياسات تعكس احتياجات المجتمع ككل، بما في ذلك قضايا العنف والجريمة التي تفتك بالمجتمع العربي".
المرأة ضحية العنف والجريمة
في ظل تصاعد العنف والجريمة في المجتمع العربي، تشير أبو سويد إلى أن "النساء هنّ الضحية الأكبر لهذه الآفة"، إذ يدفعن الثمن الأكبر لنتائجها، حتى وإن لم يكنّ متورطات مباشرًا في أعمال العنف. تقول: "الأرامل الثكالى، الأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن، والأخوات اللواتي يتركن في دوامة الحزن والخوف – هنّ من يتحملن العبء العاطفي، الاجتماعي والاقتصادي لهذه الظاهرة المدمرة".
وتضيف أن انعدام الأمن يُقيّد حرية المرأة في الحركة، العمل، وحتى في المشاركة المجتمعية، في ظل غياب حلول جذرية لمواجهة الجريمة، مما يترك النساء في مواجهة واقعٍ قاسٍ، حيث يتحملن مسؤولية الحفاظ على الأسرة والمجتمع رغم المخاطر المتزايدة.
تحديات مزدوجة بين النظام الأبوي والأقلية
وترى أبو سويد أن النساء العربيات يُواجهن تحديات مزدوجة، إذ يعانين من تأثيرات النظام الأبوي داخل المجتمع، إلى جانب كونهن ينتمين لأقلية في البلاد، وهو ما يزيد من تعقيد أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية. وتوضح: "هذه التحديات تجعل من الصعب على النساء تحقيق استقلاليتهن الكاملة، لكن رغم ذلك، نجد أنهن يخضن معركة مزدوجة لكسر الحواجز وتجاوز العقبات".
نحو تمثيل سياسي أوسع ومستقبل أكثر عدالة
ورغم هذه التحديات المستمرة، تُثبت المرأة العربية في البلاد قدرتها على الصمود والتفوق. وتختم أبو سويد حديثها بالتأكيد على أن "تعزيز مشاركة النساء في المجالات الأكاديمية والمهنية، إلى جانب السعي نحو تمثيلٍ سياسيٍ أوسع، والمساهمة الفعالة في بناء المجتمع، هو الطريق نحو تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة للجميع".