حول مسألة استمرار الصفقة بين حماس واسرائيل، والتوقعات بالنسبة للمرحلة الثانية، حاور موقع بكرا الكاتب والمحلل السياسي اسماعيل الريماوي.
ما هو تقييمك للوضع الحالي فيما يتعلق بالصفقة بين حماس وإسرائيل؟ وكيف ترى مرحلة التفاوض الحالية؟
إسماعيل الريماوي: في البداية، أود التأكيد على أن الوضع السياسي والميداني معقد جدًا، إذ تتواصل المفاوضات مع إسرائيل بوساطة دولية، ولكن إسرائيل تستغل هذه المفاوضات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. كما أن الوضع العربي، للأسف، لم يكن بمستوى التحديات، حيث نجد الصمت العربي الرسمي واضحًا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي. ما نراه اليوم هو أن الصراع ليس فقط على غزة، بل على الوجود الفلسطيني نفسه في المنطقة، ولا يمكن أن نغفل أن هناك محاولات لتهجير الفلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية أيضًا.
كيف ترى محاولات نتنياهو لتجاوز المرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا؟
إسماعيل الريماوي: محاولة نتنياهو لتجاوز المرحلة الثانية من الاتفاق أو التهرب منها تعكس في الواقع السياسة الإسرائيلية الدائمة في نقض المعاهدات. فإسرائيل في العادة لا تلتزم بالاتفاقيات، وقد رأينا ذلك في عدة مناسبات سابقة، سواء مع لبنان أو مع سوريا. في هذا السياق، رفض إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا يعد خطوة استفزازية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على القطاع وأيضا تخلق حزامًا أمنيًا مع مصر، وهو ما يخدم المصالح الإسرائيلية.
فيما يخص الصفقة، هل تعتقد أن حماس ستستمر في تنفيذ الاتفاقات الموقعة في ظل التصريحات الإسرائيلية المستمرة التي تهدد الفلسطينيين بشكل عام؟
إسماعيل الريماوي: في الواقع، حماس وقيادتها تدرك تمامًا أن هذه الصفقة ليست سوى خطوة تكتيكية من إسرائيل لمحاولة الحصول على أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين مع الحفاظ على المزيد من الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال. الأسئلة التي تطرحها الصحافة الإسرائيلية حول "مواصلة حماس تنفيذ الاتفاق"، خاصة بعد تصريحات نتنياهو عن نية قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، تكشف عن حقيقة أن إسرائيل لا تنوي التوصل إلى اتفاق حقيقي أو سلام. ومن هنا، قد نجد أن حماس ستكون في موقف صعب إذا واصلت الالتزام بالصفقة، ولكنها قد تجد نفسها مضطرة لمواصلة العملية على الرغم من هذه التهديدات.