أجرى موقع "بكرا" مقابلة مع الكاتب والصحفي إسماعيل الريماوي، تناولت الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، خاصة بعد تحريرهم من السجون الاسرائيلية. تحدث ريماوي عن السياسات القمعية التي تمارسها إسرائيل لمنع الأسرى المحررين من الاحتفال بحريتهم، في مشهد يعكس مدى تجذر الفاشية في المنظومة الإسرائيلية.
وأكد الريماوي أن هذه الممارسات ليست مجرد قرارات فردية، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى نزع إنسانية الفلسطينيين وإلغاء وجودهم حتى في لحظات الفرح. وأضاف أن إسرائيل لا تكتفي بسلب الحرية من الأسرى الفلسطينيين، بل تفرض عليهم قيودًا حتى بعد إطلاق سراحهم، حيث تقتحم قواتها منازلهم، وتصادر الزهور والحلوى، وتمنع الأهل والأصدقاء من استقبالهم.
وأشار إلى أن هذه السياسات ليست وليدة اللحظة، بل تنسجم مع تاريخ طويل من الانتهاكات التي تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين وكسر إرادتهم. وتحدث عن مشاهد التعذيب العلني داخل السجون، مثلما ظهر في مشاهد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو يحتفل بتعذيب الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لترسيخ العقيدة السادية لهذا النظام.
"ارهابيون محتملون"
وأوضح الريماوي أن إسرائيل تنظر إلى جميع الفلسطينيين باعتبارهم "إرهابيين محتملين"، وهو ما يبرر، وفق رؤيته، استمرار الاعتقالات العشوائية واستهداف المدنيين، كما ظهر بوضوح في العدوان الأخير على غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأبرياء دون أن يرفّ جفن للمؤسسة العسكرية أو السياسية الإسرائيلية. وأضاف أن إسرائيل لا تريد للفلسطيني أن يفرح، ليس فقط لأنها ترى في ذلك مظهرًا من مظاهر "الانتصار"، بل لأنها لا تعترف أصلًا بحق الفلسطينيين في الفرح أو حتى في سرد روايتهم.
واختتم الريماوي حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل تسعى إلى طمس الرواية الفلسطينية ومنع ظهورها أمام العالم، من خلال منع الأسرى المحررين من الاحتفال، ومن خلال محاولاته الدائمة لإخفاء جرائمه بحق الفلسطينيين، سواء عبر القتل أو القمع أو طمس معالم القضية. وشدد على ضرورة التصدي لهذه السياسات بكل الوسائل الإعلامية والدبلوماسية، مؤكدًا أن صوت الفلسطينيين يجب أن يبقى حاضرًا رغم محاولات إخفاء وجودهم من المشهد.