أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اقتراح أثار جدلاً واسعًا، يقضي بتولي الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة بشكل مباشر، وهو ما وصفه البعض بمبادرة غير مسبوقة في سياق الحلول المطروحة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
جاء الإعلان بعد لقاء جمع ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث ناقشا قضايا محورية تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الفلسطينية والأوضاع في غزة.
**خطة ترامب لإعادة تشكيل غزة**
كشف ترامب خلال اللقاء عن رؤيته لإدارة قطاع غزة، والتي تشمل إجلاء سكانه البالغ عددهم نحو 1.8 مليون نسمة إلى مناطق أخرى، وإعادة تأهيل القطاع بالكامل تحت إشراف أمريكي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتولى إزالة الألغام، تفكيك الأسلحة، وإعمار البنية التحتية لضمان تحسين ظروف الحياة في القطاع.
ترامب أوضح أن تنفيذ الخطة يتطلب تعاوناً إقليمياً، حيث توقع أن تكون دولٌ أخرى مستعدة لاستقبال سكان غزة لضمان استقرار طويل الأمد. ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو إنهاء الصراع والعنف في المنطقة، مؤكدًا أن سكان غزة سيتمكنون من العيش في ظروف "أفضل وأكثر أمانًا" حسب تعبيره.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، لم يتضح ما إذا كانت الفكرة جاءت من ترامب نفسه أو طُرحت خلال المناقشات مع فريقه. إلا أن مصدرًا مقربًا من البيت الأبيض أفاد بأن الرئيس السابق كان يناقش هذه الفكرة منذ أشهر في دوائر مغلقة، معتبرًا أنه يقدم حلولًا جديدة بدلًا من "الأفكار المعاد تدويرها التي أثبتت فشلها".
عندما سُئل ترامب عن احتمال إرسال قوات أمريكية إلى القطاع في إطار تنفيذ الخطة، أجاب بطريقة مبهمة بقوله "سنفعل ما هو ضروري." وأضاف أن هذه الخطوة قد تعني التزامًا طويل الأمد من قبل الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
**موقف نتنياهو ودعمه المطلق**
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده التام للخطة، مشيرًا إلى أنها قد تمثل فرصة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وقال إن هذه المبادرة يمكن أن تسهم في القضاء على التهديدات الناتجة عن وجود منظمات مسلحة كحماس، وترسي الاستقرار بشكل مستدام.
**ردود الفعل داخل إسرائيل**
إعلان ترامب أثار موجة من التفاعل داخل إسرائيل. عبر وزراء حكومة نتنياهو عن دعمهم وحماسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي. ووصفت وزيرة النقل ميري ريغيف اللقاء بين الزعيمين بأنه حدث "يعكس شجاعة استثنائية"، فيما اعتبر وزير الطاقة إيلي كوهين هذا اليوم بمثابة "صباح تاريخي لإسرائيل والمنطقة".
بدورها، أشادت وزيرة الثقافة والرياضة بالخطوة ووصفتها بـ"المعجزة"، بينما عبّر رئيس الكنيست أمير أوحانا عن تفاؤله قائلًا إنها بداية "فجر جديد". أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فقال: "معاً نصنع عالمًا عظيمًا مرة أخرى."
بينما يرى مؤيدو الفكرة أنها جريئة وقد تحمل فرصًا لإحداث تحول جذري في المشهد الإقليمي، يبقى الكثيرون متسائلين حول قابلية تنفيذها والمخاطر التي قد تترتب عليها. وبغض النظر عن الجدل المحيط بها، يبدو أن خطة ترامب تفتح صفحة جديدة من النقاش حول أدوات حل الصراع الممتد في الشرق الأوسط