أجرى موقع "بكرا" مقابلة مع الكاتب والباحث الفلسطيني جمال زحالقة، حيث تناولت المقابلة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي أثارت موجة من ردود الفعل القوية. وأوضح زحالقة أن تصريحات ترامب لم تكن مجرد زلة لسان، بل جاءت تعبيرًا عن توجهات إسرائيلية متطرفة، لطالما سعت إلى التهجير القسري كجزء من مخططاتها السياسية.
في حديثه، أكد زحالقة أن هذه التصريحات تعكس ما يتم الترويج له في أوساط اليمين الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لطالما ناقش هذه الأفكار في دوائر مغلقة، لكنه امتنع عن تنفيذها خوفًا من تداعياتها الدولية، خاصة مع مصر والأردن. كما بيّن أن الضغوط الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو حتى خلال اتصالات سرية أجراها الرئيس جو بايدن في أكتوبر 2023، كانت تهدف إلى دفع مصر لفتح باب التهجير، مقابل وعود بإلغاء جزء من ديونها الخارجية.
وأشار زحالقة إلى أن المشروع الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسات استعمارية صهيونية تعود إلى بدايات القرن الماضي، مؤكدًا أن الفكر الصهيوني اعتمد دائمًا على فكرة تغيير الواقع الديموغرافي لصالح إقامة "دولة يهودية". وأضاف أن إسرائيل، في حال فشلها في تنفيذ التهجير، تلجأ إلى وسائل أكثر وحشية، مثل الإبادة الجماعية والتضييق الشديد على الفلسطينيين لدفعهم إلى الرحيل "طوعًا".
وفيما يتعلق بالموقف العربي، أشاد زحالقة بالموقف الصلب لكل من مصر والأردن وفلسطين في رفض هذه المخططات، محذرًا من خطورة أي محاولات للتلاعب بهذه المواقف أو فتح المجال أمام تطبيق سياسات التهجير بشكل غير مباشر. كما شدد على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني كخطوة أساسية لمواجهة المشاريع الإسرائيلية والأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية
في ختام المقابلة، أكد زحالقة أن إفشال مشروع التهجير يعتمد على وحدة الموقف الفلسطيني والعربي، إلى جانب تحرك دبلوماسي دولي يفضح هذه المخططات، داعيًا إلى الاستعداد لمواجهة التحديات القادمة بكل الوسائل الممكنة.