في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أقيم في صالة العرض "جاليري زركشي" في سخنين مساء أمس السبت معرض خاص بالخطاط د. سعيد النهري، تحت عنوان " أنا وشمس" تحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة ،
وذلك بمشاركة واسعة من جمهور الفنانين ومتذوقي الفنون الجميلة، وبحضور رئيس بلدية سخنين السيد مازن غنايم، ورؤساء بلدية سابقين السيد محمد غنايم "أبو سليم" ومصطفى أبو ريا "أبو إبراهيم" وعضو الكنيست السابق مسعود غنايم "أبو خالد" وقدس الأب عارف يمين راعي الطائفة الكاثوليكية في المدينة، وإدارة جاليري زركشي، وإدارة جمعية جوار في الشمال، المشرفة على النشاطات الفنية والتشكيلية الراقية، والسيد أمين أبو ريا كانز المعرض، وحشد من المدعوين وعائلة المحتفى به.
افتتح حفل الافتتاح بكلمة لكانز المعرض أمين أبو ريا والذي قال: " اختلاف كبير في العطاء وتنوع في الانتاج لكن هذا لا يمنع أن يبقى بنو البشر متلازمين ومتحابين في وطن واحد وضمن الأسرة التي تصنع المجتمع المتكامل الذي تسوده الألفة. والى من يختلف معي اقول اعتبرني أنا الشمس وأنت القمر. أنا أشع حرارة ولوناً أصفر محمرا وأنت تعكس الضوء الأبيض الجميل البارد. وأنا أضيء لكل من على هذه الأرض طريق حياته نهاراً وأعطيه الدفء والأمل وأنت تضفي عليه التأمل والهدوء والسكينة والراحة ليلا، واليوم يستمتع زوار المعرض بمهارات الخطاط في الكتابة والاستفادة من خبراته في هذا المجال كيف وان كانت على يد احد رواد الخط العربي الأخ الفنان والخطاط سعيد النهري.
رئيس بلدية سخنين: " كل سخنين والمجتمع العربي يفتخرون بمثل هذه القدرات والإنجازات الخلاقة والنادرة"
والقى مازن غنايم رئيس بلدية سخنين كلمة أشاد فيها بالجهد الذي يقدمه الخطاط سعيد النهري، مؤكدا أن "كل سخنين والمجتمع العربي يفتخرون بمثل هذه القدرات والإنجازات الخلاقة والنادرة ليس فقط محليا بل عالمياً" . كما وأشاد قدس الأب عارف يمين، ومحمد غنايم ومصطفى أبو ريا ومسعود غنايم ، والدكتور عادل شلاعطة بالفن الراقي الذي تخطه أنامل الفنان النهري، والذي أصبح اليوم نادراً من حيث التصميم وتسخير الخط لإيصال الرسالة وتطويع الخط لتكون جمالية الأحرف ناطقة بمعاني الكلمة.
الفنان د. سعيد النهري تقدم بالشكر الجزيل لإدارة جاليري زركشي على الاهتمام والعمل الجاد والمخلص من أجل تنظيم هذا المعرض، وشكر كل من شارك وتحمل عناء السفر لحضور حفل افتتاح المعرض، مستذكراً "الأيام الأولى لعمله الذي باشر به في الرسوم الكاريكاتورية في الصحف والمجلات المحلية والعالمية مما أثار حفيظة العنصريين الذين عملوا على الحد من جهده في هذا المضمار مما شجعه الى تنمية أفكار أخرى تعود بالمنفعة على المجتمع العربي وأبناء الأمة الإسلامية في تطويع الحرف والخط لتوصيل الرسالة"، معبرا عن "امتنانه على الاهتمام الذي يشعر به محليا وعالمياً وخاصة الأبحاث والرسائل العلمية التي تستند على الفن الذي يساهم به من اجل رفعه مجتمعه" .
هذا وقام مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ممثلاً عن الجمعية " جوار في الشمال" بتكريم الدكتور سعيد النهري، بدرع تكريم على جهده الكبير واسهاماته المميزة لسخنين والمجتمع العربي.
وجاء في نشرة جمعية "جوار في الشمال": "يتزامن معرضنا مع النجاح في تسجيل " الخط العربي "على قائمة التراث غير المادي في منظمة اليونسكو وانطلاقاً من الدور الوطني الثقافي والمعرفي نقدم للجمهور الكريم معرض الخط العربي الذي يشمل أنواع مختلفة من الخط العربي وجمالياته كما يتضمن مخطوطات للفنان تعكس مراحل تطور الخط العربي والكتابة وعرض نماذج متميزة تتناسب مع هدف المعرض، ويأتي المعرض إيماناً منا بالخط العربي ودوره الريادي في الحضارة العربية والإسلامية ويتماشى مع الجهود الثقافية التي حددت أهداف رئيسية يتمحور حولها تبدأ بإبراز فن الخط العربي بصفته فناً قائماً بذاته وتعزيز دور الفرد والجماعة كحاضنة للخط العربي والمؤسسات كراعية وداعمة له وتعزيز ممارسات الخط العربي وتحفيزها على مستوى المؤسسات والأفراد وتقديم الدعم للمتخصصين والموهوبين في الخط العربي ونشر ثقافة استخدامه بين كافة الأجيال واقامة ورشات عمل مستمرة لتطوير الخط.
انطلاق معرض الخط العربي بالأعمال واللوحات التي تزين جدران القاعة وبحضور مجموعة من ضيوف الشرف من المبدعين والخطاطين البارزين. نود من خلال هذا اللقاء إبراز روائع الخط العربي والقيمة الجمالية للكلمة المرئية تنطلق هذه النسخة الافتتاحية المعارض التي تتضمن برنامجاً مميزاً يمتد على مدار شهر غني بالمعارض المتنوعة ورشات العمل الجلسات الحوارية العروض الحية وغيرها. سيستمر المعرض لمدة شهر من يوم افتتاحه وستقام على هامشه محاضرة للخطاط الأستاذ سعيد النهري عن تاريخ الخط العربي وورشة للخط العربي.
تن فن الخط العربي حافظ على الآثار والإرث البشري للحضارات السابقة في كل بلد دخلها إيماناً منا بأن التنوع الثقافي والحضاري هو مكسب للإنسانية وإرث لها لا يجوز أبدا تشويهه أو تدميره ونؤكد على حرص الدين الإسلامي على حقوق الإنسان واحترام كرامته وحرياته فقد جاءت رسالة الإسلام السامية لترسخ مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر أجمعين وتنهى عن الظلم والاستبداد والعنصرية والاضطهاد" .
وأعربت إدارة الجمعية عن أملها بأن يقدّم المعرض إسهاماً في دعم جهود الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات وشرح رسالة الدين الإسلامي السمحاء والتعريف بمناقبه الإنسانية وما قدمه للبشرية في مجال حقوق الإنسان واحترام الكرامة الإنسانية والتفاهم المتبادل للبشرية.
تعريف بالفنان والخطاط د. سعيد النهري
الفنان سعيد النهري المولود في الجليل عام 1961 وتخرجه من قسم الفنون الجرافيكية بكلية الفنون في حيفا، والذي عمل بعدها بمجالات الفن والرسم والكاريكاتير واخراج الصحف المختلفة. وقد لفت نظر الفنان سعيد النهري رَونَـق وجمال الحروف العربية وصياغة الجمل والاقوال المأثورة بها على شكل لوحاتٍ مؤطّرة كان يحرص العرب والمسلمون على تعليقها ووضعها في صدارة بيوتهم ومجالسهم ومعابدهم للتأمل الصوفيّ بمعانيها وكتذكرة بما تحتويه من معانٍ وعِبَر. وهي متاحة فقط لمن يعرف القراءة العربية في مجتمع كان لايزال تسيطر الأميّة على أكثر من نصف أفراده. لذلك حرص على متابعة الخطاط محمد صيام وهو من أشهر الخطاطين الفلسطينيين في ذلك الوقت وتعلم على يديه بل ارتقى بفنه المتأصل بالرسم وربطه بالخط وفق الأسس الصّارمة لهذا الخط العربي الذي أبهر بيكاسو عندما رآه في لوحات الخطاطين أمثال ابن مقلة وابن البواب والآمديّ وغيرهم فقال: " إن أقصى نقطة أردت الوصول اليها في فن الرسم وجدت أنّ الخط العربي قد سبقني اليها منذ مئات السنين".
انطلق النهري بتجربة مشروع خطيّ نادرٍ وفريدٍ أراد فيه أن يدمج الرسم الذي درسه بالخط العربي الذي أجادة بكافة أنواعه السبعة المشهورة وعلى رأسها خط الثلث ثمّ الديواني الجلي وراح يصيغ لوحاته المكتوبة بالأحرف ليكوّن منها لوحات بصرية تفهمها العين حتى ولو لم تقرأ حروفها تماما وبذلك يكون قد رسم الكلام قبل كتابته واخراجه بشكل يصور النصّ المكتوب بشكل تعبيري مفهوم لكل ناظر اليه بعينه.
لذلك نجد ان لوحاته الخطية لها الشكل التصويري أكثر من المحتوى الحروفي مع انه لا يـبتعد عن قواعد الكتابة وصرامة اتصال حروفها فكانت لوحته الباكورية (واعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) والتي جاءت على شكل رأس حصان لم يحشر فيها الحروف ولا يراكبها بشكل معقّـد أو غير مقروء. ولما نجحتِ هذه اللوحة في أداء مهمتها وتوظيف الحرف بها بالشكل والمضمون عندها باشر يتجه في طريقه الصعب الفريد لإنتاج أكبر عدد من اللوحات المماثلة. بدأها بسلسلة أسماء الله الحسنى وغير ذلك من الآيات والسّـور المعبرة بالشكل عن المضمون المكتوب بعناية ودراية. وسنضع أكبر عدد متاح من هذه اللوحات الخطية التي تقرأ ذاتها بذاتها" - وفق ما جاء من جمعية "جوار في الشمال" .