شنت جهات يمينية في إسرائيل هجوماً حاداً على حملة احتجاجية أطلقتها حركة "زازيم - مجتمع فاعل"، بعد تعليق لافتات ضخمة صباح الجمعة على جانبي طريق أيالون في تل أبيب، حملت شعارات تطالب بوقف الحرب في غزة، إبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، والسعي إلى حل سياسي. واتهمت شخصيات يمينية بارزة الحركة بتلقي تمويل من إيران بهدف "تقويض الروح الوطنية الإسرائيلية" ودعم الرواية الفلسطينية دولياً.
اللافتات، التي وُضعت في مواقع بارزة من بينها مبنى "بيت ألفا" الممتد بين مفترق "لا غارديا" وشارع "يتسحاق سديه"، وجسر "يتسحاق سديه" باتجاه مركز المدينة، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. واتهم منتقدو الحملة الحركة بمحاولة بث رسائل "خيانة وطنية" في ظل ما وصفوه بـ"اللحظة الحرجة" التي تمر بها إسرائيل خلال حربها على غزة.
حملة موسعة
حركة "زازيم"، التي وصفت نفسها بأنها "مجتمع فاعل"، دافعت عن الحملة مؤكدة أنها تأتي في إطار "رفع أصوات الإسرائيليين الذين يعارضون جرائم الحرب"، مشيرة إلى أن هذه الأصوات لا تلقى صدى في الإعلام المحلي والدولي. مديرة الحركة، رالوكا جنيا، صرحت بأن "الراية السوداء يجب أن تُرفع الآن ضد ما يجري في غزة من تطهير عرقي وتجويع لسكان شمال القطاع". وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، تنفذ خطة تهدف إلى إخلاء شمال غزة من سكانها لصالح المستوطنات"، مطالبة بإبرام صفقة تشمل إطلاق سراح الأسرى من الطرفين والسعي لحل سياسي شامل.
الحملة، التي تضمنت أيضاً سلسلة فيديوهات على الإنترنت يظهر فيها مواطنون إسرائيليون يعبرون عن رفضهم للحرب، تعرضت لانتقادات من شخصيات في الحكومة الإسرائيلية، اعتبرتها "تجاوزاً للخطوط الحمراء"، وزعمت أن "زازيم" تتلقى تمويلاً خارجياً لدعم حملات تهدف إلى "تشويه سمعة إسرائيل".
تأتي هذه الحملة في ظل تصاعد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية في غزة، وسط تزايد الضغط الدولي لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ أسابيع.