بعد يومين فقط من هروب "سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية" كما كان يحلو للتلفزيون السوري وصفه، بدأ تبادل نشر الغسيل الوسخ والاتهامات بين بتينة شعبان المستشارة الخاصة لبشار الأسد وبين نظام الملالي في طهران. إيران وبكل وقاحة تحمل السعودية والامارات مسؤولية سقوط النظام السوري. أمر مضحك للغاية. ولماذا السعودية والامارات؟ اسمعوا التبرير الكاذب وغير المنطقي لما تقوله ايران:
"تردد بشار الأسد في الانخراط الكامل مع محور المقاومة، تحت تأثير وعود بالدعم المالي من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، دفعه إلى ارتكاب أخطاء استراتيجية أضعفت نظامه، وهذه القرارات غير الحكيمة أبعدت أصدقاءه الحقيقيين عن سوريا، ووضعت البلاد في موقف خطير."
هذا التبرير غير صحيح. فقد كانت سوريا جزء من محور المقاومة والممانعة، وهو تحالف عسكري سياسي بين إيران وسوريا وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وكذلك الميليشيات الموالية للحكومة السورية، والميليشيات الشيعية العراقية التي هي جزء من الحشد الشعبي الذي تسمح به الحكومة العراقية، وحركة أنصار الله اليمنية. وفيما يتعلق بالأمر الآخر وهو الأمر المالي فسوريا لم تكن عملياً بحاجة لأموال السعودية والإمارات لأن إيران وضعت أموالها وقوتها تحت تصرف سوريا عندما كانت بحاجة إليها.
أمر آخر مستغرب يدعو فعلاً للسخرية وهو أن أحد أسباب سقوط الأسد حسب ادعاء إيران: "الانصياع لأوامر تخدم مصالح إسرائيل واتباع الأسد لتوجيهات تتماشى مع مصالح إسرائيل" كيف ذلك يا إيران؟ والجواب: "عبر وعود مالية من الإمارات وروسيا، أدى إلى زعزعة استقرار البلاد بشكل أكبر"
مرة أخرى يكذب النظام الإيراني ويريد فقط رمي الاتهامات على الغير لتبرئة تقصيره في دعم حليفه السابق بشار الأسد. هذا كلام غير منطقي. الأسد لم يكن يتحرك بدون معرفة إيران وكل تحركاته السياسية كانت تحت المجهر الإيراني. فكيف ينصاع بشار لأوامر تخدم إسرائيل وهي نفسها الموجه الرئيس له؟
المستشارة الخاصة لبشار الأسد بثينة شعبان ترد على اتهامات ايران وتحملها المسؤولية عما جرى في سوريا بمعنى سبب سقوط النظام. كلام خطير لبثينة شعبان. اسمعوا ما قالت: بعد احتلال العراق بشهرين، جاء إلى دمشق قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وطلب من بشار الأسد الموافقة على فتح معسكرات لتنظيم القاعدة في اللاذقية وأخبره بأن إيران لديها معسكرات للقاعدة والبعض من أبناء أسامة بن لادن.
وماذا أراد سليماني من الأسد؟ يريد تجميع كل المقاتلين السنة في سوريا للدخول بحرب مع الأمريكان في العراق، حتى تنشغل القوات الأمريكية في المستنقع العراقي ولا تتقدم نحو الحدود الإيرانية. وهل وافق الأسد على ذلك؟ على ذمة بثينة شعبان، بعد مفاوضات شهر كامل، وتوسل من سليماني وإغراءات من إيران لسوريا، وافق بشار الأسد بشرط عدم انفاق سوري ليرة واحدة على المقاتلين. وافق قاسم سليماني وقال تمويل القاعدة علينا من العراق.
ماذا نفهم من ذلك؟ الأمر واضح مجموعات من القاعدة مقرها في سوريا بتمويل عراقي لحماية إيران. وتعترف بثينة شعبان بان بشار الأسد قال لها: "بلدنا تدمّر بسبب قاسم سليماني".
وأخيراً...
بغض النظر عن مدى مصداقية بثينة شعبان، فإن بشار الأسد وقبله حافظ الأسد هما سبب دمار سوريا.