آخر الأخبار

صفقة التبادل ووقف الحرب على غزة- بين عقبات إسرائيلية وحذر أميركي

شارك الخبر

تتواصل محادثات صفقة التبادل ووقف الحرب على غزة، مع حسم ملفات، وبقاء أخرى عالقة، وسط وجود خلافات داخل إسرائيل، مرتبطة في صفقة التبادل. وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن "بعض عائلات الرهائن تلقوا إشارات حياة من ذويهم"، مشيرةً إلى "إبلاغ عائلات رهائن بتقدم ملموس ومن الممكن التوصل لاتفاق مبدئي خلال أسبوع إلى 10 أيام".

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالة للمحلل العسكري عاموس هرئيل، بعنوان: "تأمل الولايات المتحدة أن يجد نتنياهو صعوبة في التراجع عن الصفقة بعد المرحلة الأولى". وفي المقالة، استعرض هرئيل التحديات المحيطة بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وخلص إلى أن: "المرحلة الثانية من الصفقة تمثل عقبة كبيرة، فيما تحاول عائلات الأسرى تليين مواقف اليمين المتطرف لتجاوز العقبات".

وأشار هرئيل إلى أن: "الأيام الأخيرة شهدت حراكًا مكثفًا بين إسرائيل وحركة حماس بهدف الوصول إلى اتفاق لتبادل المخطوفين. وتتعاون الإدارة الأميركية الحالية مع القادمة لضمان إتمام الصفقة قبل انتقال السلطة الرئاسية الشهر المقبل. وعلى الرغم من أن مثل هذه الجهود تكررت عدة مرات خلال العام الماضي، إلا أن التوقعات هذه المرة تبدو أكثر إيجابية من سابقاتها".

وحول النقاط الحساسة في الاتفاق، أوضح هرئيل: "يكمن التحدي الأساسي في تقسيم تنفيذ الصفقة إلى مرحلتين. ترى الولايات المتحدة والوسطاء المصريون والقطريون أن هذا الترتيب سيضع إسرائيل أمام معضلة يصعب التراجع عنها بعد المرحلة الأولى. ففشل تنفيذ الصفقة بالكامل قد يؤدي إلى استئناف المواجهات العسكرية وبقاء المخطوفين في غزة، وهو سيناريو سيضع حكومة نتنياهو تحت ضغوط دولية وداخلية كبيرة".

أما عن موقف عائلات الأسرى في غزة، يقول هرئيل: "بدأت عائلات المخطوفين تُبدي قلقها من انهيار المفاوضات قبل الوصول إلى صفقة شاملة. تتوقع العائلات أن إسرائيل قد تواجه صعوبات في تلبية مطالب حماس في المرحلة الثانية، مما سيترك الأسرى دون تحرير. وفي حال حدوث ذلك، قد يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى عملية عسكرية جديدة لتحريرهم، ما سيؤدي إلى خسائر إضافية، سواء بسبب العمليات الإسرائيلية أو ردود فعل الخاطفين، كما شهدنا في العام الماضي".

ويشير المقال إلى التباين في المصالح بين الأطراف، قائلًا: "في المرحلة الأولى، قد تبدي حركة حماس مرونة نسبية، حيث قد توافق على تحرير النساء وكبار السن مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. إلا أن المرحلة الثانية ستشهد مطالب إضافية تتعلق بتحرير الجنود والمدنيين واستعادة جثامين الجنود، وهي شروط قد تجد حكومة نتنياهو صعوبة بالغة في تحقيقها".

وأوضح هرئيل التطورات في مواقف العائلات، بالقول: "شهدت الأسابيع الماضية تغييرات ملحوظة في استراتيجيات عائلات المخطوفين. لجأ البعض إلى الاحتجاجات ومحاولة استمالة شخصيات بارزة في اليمين، بما في ذلك التيار الديني القومي. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر متمثلًا في رفض اليمين المتشدد لأي صفقة لا تحقق أهدافه".

وأضاف هرئيل عن جهود التفاهم بين الأطراف: "برزت محاولات لنشر رسائل دعم من حاخامات بارزين في حزب الصهيونية الدينية، إضافة إلى زيارات لبعض الصحافيين والحاخامات لمستوطنات غلاف غزة. لكن التباين الأيديولوجي بين عائلات المخطوفين، التي تميل أغلبها لليسار، والشخصيات اليمينية يشكل عائقًا أمام تحقيق توافق".

ويختتم المقال بالإشارة إلى بعض الحلول المقترحة: "طرح ناشطون في حملة تحرير المخطوفين خطة تشمل إطلاق سراح جميع المخطوفين، وإنشاء منطقة عسكرية مشددة على الحدود مع غزة، ومنع عودة الأسرى المحررين إلى الضفة الغربية أو القدس. لكن يبقى السؤال حول مدى قبول هذه الخطة من التيارات اليمينية، التي قد تظل العقبة الأكبر أمام إتمام الصفقة".

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إنه "لن يوافق على إنهاء الحرب قبل إزالة حماس ولن يتركها في السلطة بغزة"، وفق ما ورد.

وقالت وكالة "رويترز"، إنه "مع تبقي شهر واحد في البيت الأبيض، لدى الرئيس الأميركي جو بايدن قائمة طويلة من الإجراءات المتعلقة بالسياسة الخارجية والداخلية التي يأمل في إنجازها قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، حيث من المتوقع أن يحاول الجمهوري عكس الكثير من سجل بايدن".

وبحسب مساعدين في البيت الأبيض ومذكرة داخلية اطلعت عليها "رويترز"، فإن على رأس قائمة بايدن "الدفع النهائي والمستعجل لتأمين وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الأميركيين في الخارج، وتوزيع المزيد من المساعدات لأوكرانيا، وإصدار المزيد من العفو عن المجرمين غير العنيفين، والتنازل عن المزيد من ديون الطلاب، وإطلاق المزيد من التمويل لإنتاج رقائق أشباه الموصلات، وربما منع بيع شركة يو إس ستيل".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يمكن أن يحدث "منطقيا" في مقابلة مع بلومبرغ يوم الخميس. وقال في تصريح لبرنامج The Big Take: "أقول ذلك مع كل الحذر الذي يأتي مع هذا التصريح؛ لأننا كنا قريبين جدًا من ذلك من قبل".

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي، لشبكة إم.إس.إن.بي.سي يوم الأربعاء إن الاتفاق أصبح قريبًا، لكن "كنا قريبين من ذلك من قبل".

وبحسب "الواشنطن بوست": "غادر ويليام بيرنز الدوحة بعد يوم واحد ولم يعد موجودًا في الشرق الأوسط، رغم بقاء وفد أميركي هناك".

وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، عن نقاط خلافية تعطل الإعلان عن الاتفاق. وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، إلى العاصمة القطرية الدوحة جاءت في إطار الدفع نحو تقريب وجهات النظر والضغط من أجل حسم الخلافات.

وعلم "العربي الجديد"، أن النقاط الخلافية جاء في مقدمتها، تمسك حماس بوضع جملة صريحة تنص بشكل مباشر على "إنهاء الحرب" مع نهاية استحقاقات المرحلة الثالثة من الاتفاق، فيما يرفض الطرف الإسرائيلي حتى الآن تلك الصيغة مقترحًا عبارة "إنهاء العملية العسكرية" وهي الصيغة التي ترفضها حماس.

وترتبط إحدى النقاط الخلافية، بحسب معلومات "العربي الجديد"، بالفيتو الإسرائيلي على قائمة الأسرى أصحاب المحكوميات العالية التي قدمتها حماس، والتي ضمت 250 اسمًا، حيث اشترط وفد التفاوض الإسرائيلي أن يكون من حق حكومة الاحتلال الاعتراض، دون إبداء أسباب، على إطلاق سراح 70 أسيرًا تحددهم إسرائيل من القائمة دون أن يؤدي ذلك لانهيار الاتفاق، أو انسحاب حماس، وهو العدد الذي رفضته الحركة، فيما اقترح الوفد الفني الأميركي المشارك في التفاوض، تخفيض العدد إلى 50 وهو ما لم يتم حسمه بعد، حيث علم "العربي الجديد" أن هناك مقترحًا مرجحًا بإبعاد كل أعضاء هذه القائمة خارج الأراضي المحتلة عقب إطلاق سراحهم.

وبحسب ما اطلع عليه "العربي الجديد" من المصادر نفسها، فإنه رغم توافق الطرفين، حماس وحكومة الاحتلال، على بند انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من معبر رفح، إلا أن هناك خلافًا بشأن بعض النقاط التي تتمسك إسرائيل ببقاء الجيش فيها، من ضمنها مراكز بعض المدن ومحور صلاح الدين "فيلادلفي"، إذ وافقت إسرائيل على البدء بالانسحاب من مراكز المدن، لكن بعض المواقع لا يزال هناك "أخد ورد" بشأنها.

وإضافة لتلك النقاط، فإن هناك تباينًا في الرؤى حول حرية الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، إذ أكد وفد التفاوض الإسرائيلي سماح جيش الاحتلال بحرية كاملة في الانتقال من شمال القطاع لجنوبه، لكنه تمسك بفرض قيود وتفتيش على حركة التنقل من الجنوب للشمال وهو ما اعترضت عليه حماس مطالبة بحرية حركة كاملة في الاتجاهين. لكن مصدرًا مصريًا مطلعًا، قال إن تلك النقاط الخلافية تعد هي الأقل منذ انطلاق المفاوضات بجولاتها المختلفة عقب انتهاء الهدنة الأولى العام الماضي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن قيادة حماس والوسطاء يلمسون جدية حقيقية من الجانب الأميركي بإدارتيه الحالية والمنتخبة من أجل إنجاز الاتفاق قبل نهاية العام.

وأوضح المصدر أنه لأول مرة يستشعر الوسطاء وقيادة حماس أن هناك ضغوطًا جادة تمارسها واشنطن على تل أبيب من أجل التوصل لاتفاق وأن الضغوط تسير في الاتجاهين، على حماس، وعلى إسرائيل، وليست في اتجاه واحد كما كان يحدث في السابق.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مصادر مطلعة، تقديرها، بأن الصفقة أصبحت قريبة، لكن لا يزال هناك جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، وقال المصدر: "الأمر ليس مسألة أيام، بل أسابيع". موضحًا: "هناك اتفاق على إطلاق سراح النساء والأطفال والبالغين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم على أنهم مرضى. وهناك خلافات أخرى: من هم الأسرى الذين ستفرج إسرائيل عنهم، وإلى أين سيتم نقلهم".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع: "إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق، وكلا الجانبين يعملان بجدية، أو يتظاهران بذلك ويتصرفان بموجب موعد نهائي، دخول ترامب إلى البيت الأبيض".

وبحسب المسؤول: "على الرغم من التفاهمات، لا تزال هناك خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المحررين وعددهم، بين الرهائن لدى حماس أو الأسرى في السجون الإسرائيلية. والفجوات ليست صغيرة، وهي أهم بكثير من الفجوات التي لا تزال قائمة في أمور أخرى. وبعد الانتهاء من إطار الصفقة، سيكون هناك نقاش متعب للغاية، وليس لساعات أو أيام قليلة، فيما يتعلق بأسماء السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم عندها، وعندها فقط، سيكون من الممكن إغلاق الأمر على الفور، وليس مسألة أيام، بل بضعة أسابيع على الأقل".

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



إقرأ أيضا