يوجد مثل شعبي يقول: "الجاجة ما بتتخلى عن ..." وهذا المثل ينطبق بحذافيره على مشايخ الطائفة العلوية في سوريا. هؤلاء المشايخ أصدروا بياناً قبل أيام قليلة بشأن التطورات في سوريا، وهو بيان اقل ما يقال عته أنه يأتي دفاعاً عن ابن طائفتهم الطاغية الهارب بشار حافظ الأسد اللاجئ في روسيا. طيلة حكم النظام العلوي الأسدي أكثر من نصف قرن لم نسمع صوت مشايخ الطائفة العلوية عما يجري في سوريا، ولم يصدر عنهم أي بيان حول معاناة السوريين، وحتى بعد عملية تهجير الشعب السوري (حوالي عشرة ملايين) لم نسمع هؤلاء المشايخ يطالبون "بضمانات لعودة المهجرين إلى منازلهم" كما يطالبون الآن في بيانهم الذي حددوا فيه مطالب بعد سقوط سلطة آل الاسد في سوريا.
ذهلت كثيرا وأصابتني الدهشة عندما قرأت عما يطالب به هؤلاء المشايخ. فعلى سبيل المثال يطالبون بإصدار عفو عام من دون استثناء". يا سلام... لماذا هذه المطالبة الآن في وقت سقوط الأسد ولم تكن قبل ذلك؟ من حقنا الرد على مطالبة مشايخ طائفة الأسد ونسألهم باسم الدين بشكل عام وباسم الإنسانية بشكل خاص:
قولوا لنا بربكم: هؤلاء المجرمون آل الأسد وأتباعهم الذين ارتكبوا جرائم لم يسجل التاريخ مثيلاً لها وجرائم غير مسبوقة ضد أبناء شعبكم، هؤلاء الذين قتلوا وشردوا وسجنوا وعذبوا الملايين لأنهم يطالبون بالحرية والكرامة، هل يستحقون العفو العام حسب ضمائركم يا مشايخ؟
هل سمعتم أو قرأتم يا مشايخ عما حدث في زنزانات سجن صيدنايا وعن الجثث المتعفنة فيه وعن أساليب التعذيب؟ هل سمعتم عن أقبية هذا السجن وكيف كانت تتم فيه أيضا حالات اغتصاب لقاصرات حملن بأطفال لا يعرفون من هم الآباء؟ وهل سمعتم عما جرى في سجن تدمر وسجن عدرا؟ هل سمعتم عن مجزرة حماة عام 1982 والتي قتل فيه النظام 40 ألف إنسان؟ لماذا لم نسمع منكم أي موقف؟
ثم يا سادة يا كرام يا مشايخ طائفة الأسد: بالله عليكم كونوا صريحين وقولوا لنا: ألم تسمعوا بالبراميل المتفجرة التي رمى بها نظام الأسد بمواطنيه؟ ألم تسمعوا كيف كان يوجه نظام الأسد صواريخه ومدافع دباباته باتجاه صدور الشعب السوري على مدى سنوات عديدة؟ فهل يستحق هؤلاء العفو العام؟
كان من المفترض بكم يا مشايخ أن ترتقوا ببيانكم الى مستوى المسؤولية والإحساس بما يحس وأحس به أبناء شعبكم خلال الحكم القمعي للنظام. لكنكم فعلتم عكس ذلك وجاء بيانكم (لأسباب طائفية بحتة) يدافع عن الدكتاتور بشار، كونه ابن طائفتكم بدلاً من المطالبة بمثوله امام العدالة هو وكل من ارتكب جريمة بحق السوريين.
وأخيراً...
المطالبة بالعفو عن الأسد وأتباعه هي إهانة للشعب السوري الذي طالما انتظر لحظة التحرير هذه التي يعيشها الآن وكأنه في حلم. كما أن المطالبة هذه مخالفة للشرع والأخلاق. وكان من المفترض بالمشايخ أن يتصرفوا في هذه الحالة كمواطنين يشاركون إخوانهم في فرحتهم وليس كعلويين منحازين طائفيا لبشار الأسد.
عودوا الى رشدكم يا مشايخ واسحبوا البيان ان كنتم تعقلون.