لم تسلم أي فئة من فئات المجتمع السوداني من التداعيات المدمرة للحرب المشتعلة بالبلاد منذ أكثر من عامين، بما في ذلك الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين أفقدتهم الحرب الشعور بالأمان والهدوء النفسي.
وهذا ما أكدته إحدى المشرفات في أحد مراكز الرعاية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي قالت إن العاملين بالمركز بذلوا جهودا مضنية لعلاج تلك الآثار لدى الأطفال، والعمل على تهدئتهم وإشعارهم بالأمان بعد أن تسببت الحرب في تشتيت السودانيين داخل البلاد وخارجها.
وأشارت عاملة أخرى إلى أن وضع الطفل يسوء كلما زادت الفترة التي لا يحصل فيها على برنامج علاجي، موضحة أن طول الفترة الزمنية للحرب، أثرت بشكل سلبي على التواصل اللغوي واللفظي لدى الأطفال، كما تسببت في مشاكل بالسلوك النمطي التكراري.
وأوضحت أن طفل التوحد يعاني في الأصل من مشكلة مع الأصوات العالية، وهو ما تضاعف خلال الحرب بسبب أصوات القصف والانفجارات.
كما تحدثت الأخصائية النفسية في المركز عن التراجع الكبير لدى الأطفال بسبب الفترة الطويلة من التوقف عن الذهاب للمركز نتيجة للحرب.
وأضافت أنهم عادوا إلى العمل في المركز رغم الصعوبات الهائلة التي تواجههم، مشيرة إلى النقص الحاد في عدد الكوادر المؤهلة للعمل في المركز لما يتطلبه ذلك من مهارات معينة، كما تحدثت عن نقص في الوسائل المساندة للعملية التعليمية، والتي يتم جلبها بشكل خاص من مصر.
وللتغلب على نقص هذه الوسائل، أوضحت الأخصائية النفسية أنهم يحاولون تصنيع وسائل بديلة بشكل شخصي للتغلب على هذه المشكلة.
وناشدت الأخصائية الجهات المختصة في الدولة العمل على توفير الوسائل التعليمية المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ لا يتلقى المركز دعما من أي جهة.
وأعربت عن توقعها بزيادة الحاجة إلى المزيد من العاملين وسائل تعليمية نظرا لتزايد أعداد العائدين إلى الخرطوم من نازحين ومهاجرين.
المصدر:
الجزيرة