في حديث للصحافة الأسترالية، اليوم الاثنين، تناول والدا المُنقِذ بهجوم سيدني المُميت جهود ابنهما في التصدي للمسلّحين، وأدليا بمعلومات عن حالته الصحية، وعن تاريخه في أستراليا.
والوالدان هما السوريان محمد فاتح الأحمد ومليكة حسن الأحمد، اللذان قدما من سوريا قبل بضعة أشهر فقط لزيارة ابنهما.
وقد استهدف الهجوم احتفالات عيد "الحانوكا" اليهودي في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية، وقد أدى إلى مقتل 15 شخصا بينهم حاخامان.
وكان الهجوم سيؤدي إلى مقتل المزيد من الناس لولا تدخل السوري أحمد الأحمد وتصديه لأحد المهاجمَين.
ووفق معلومات متداولة، تمكّن السوري أحمد الأحمد من انتزاع سلاح أحد المهاجمَين ليمنعه من إزهاق المزيد من الأرواح.
وقال الوالدان إن ابنهما يحتاج إلى عدة عمليات جراحية إثر إصابته بأعيرة نارية. وأوضحا أن ابنهما أُصيب بـ4 أو 5 رصاصات بعضها لا يزال في جسده، وقالا إنهما يعتبرانه بطلا.
ووفق حديثهما، فإن ابنهما يعيش في أستراليا منذ عام 2006، أما هما فقد قدما من سوريا قبل بضعة أشهر فقط.
وكذلك تحدث للصحفيين أحد أبناء عم الأحمد، كاشفا أنه ينحدر من قرية النيرب في إدلب السورية. وأضاف أن "أحمد أنقذ أرواحا كثيرة بما قام به. شعب أستراليا ينظر إليه كبطل".
وقالت السلطات الأسترالية إن عدد القتلى كان سيصبح أكبر بكثير لولا تدخل أحد المارة، في إشارة إلى المواطن أحمد الأحمد (43 عاما)، الذي أظهرته لقطات مصورة وهو ينقض على أحد المسلحيْن من الخلف ويصارعه وينتزع البندقية من يده.
ووصف حاكم الولاية كريس مينز لحظات تجريد المُسلح من سلاحه بأنها "أكثر المشاهد التي لا تُصدَّق في حياتي". وأضاف أن "هذا الرجل بطل حقيقي، ولا شك في أن كثيرا من الناس على قيد الحياة الليلة بفضل شجاعته".
وقال أحد أقارب أحمد في حديث لقناة "7 نيوز" الأسترالية إنه أُصيب بطلقين ناريين خلال الواقعة.
وأضاف: "هو في المستشفى ولا نعلم على وجه الدقة ما يجري بالداخل. نأمل أن يكون بخير. إنه بطل، مئة بالمئة".
من جانبها، صرّحت الشرطة الأسترالية بأن المهاجمَين هما أب وابنه.
وأوضحت أن المهاجم الأب (50 عاما) كان يحمل رخصة سلاح، ويمتلك 6 أسلحة مرخّصة، وتم ضبط 6 أسلحة أخرى في موقع الحادث.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله إنه تمّ تحديد هوية أحد المسلحين في هجوم سيدني ويُدعى نافيد أكرم.
يُذكَر أن اليهود يحتفلون كل عام بعيد "الحانوكا"، إحياءً لذكرى انتصار "المكابيين" على الإمبراطورية السلوقية عام 165 قبل الميلاد.
وتستمر احتفالات هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وفي موقع الهجوم، قال ليفي وولف، كبير الحاخامات في الكنيس المركزي بسيدني، إن الحادثة تعكس "مستوى مروعا من معاداة السامية يطل برأسه في هذا البلد"، مضيفا أن التغاضي الرسمي عن هذه الظاهرة يؤدي إلى مثل هذه الهجمات، على حد قوله.
المصدر:
الجزيرة