السويداء ـ «السويداء 24»
أفاد شهود عيان لشبكة «السويداء 24» بأن سيارة دفع رباعي تابعة لـ«الحرس الوطني» ألقت بعد منتصف ليلة أمس الإثنين 1 كانون الأول/ديسمبر 2025 جثة أمام بوابة المشفى الوطني في مدينة السويداء.تبيّن أن الجثة تعود للشيخ رائد حكمت المتني، الذي اعتُقل بتاريخ 29…
— السويداء 24 (@suwayda24) December 2, 2025
شهدت منصات التواصل السورية خلال اليومين الماضيين انتشار مقطع فيديو يُظهر رجل الدين الدرزي الشيخ رائد حكمت المتني وهو يتعرض لحلق لحيته وشاربه على يد عناصر قيل إنهم تابعون لمليشيا "الحرس الوطني" الموالية ل حكمت الهجري أحد شيوخ الطائفة الدرزية في السويداء جنوبي البلاد.
وفي تطور مأساوي، نشرت صفحة "السويداء 24″ على مواقع التواصل خبرا أفادت فيه بأن شهود عيان أكدوا أن سيارة تابعة لـ"الحرس الوطني" ألقت بعد منتصف ليل الاثنين الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري جثة أمام بوابة المشفى الوطني بمدينة السويداء، وتبين أن الجثة تعود للشيخ المتني الذي اعتُقل قبلها بيومين في مدينة السويداء على يد عناصر نفس المليشيا.
ووفق المصدر ذاته، كانت الجثة تحمل آثار تعذيب شديدة في مختلف أنحاء الجسم، إضافة إلى حلق كامل لحيته وشاربه.
كما أُلقيت جثة ثانية أمام المشفى الوطني في السويداء تعود للشيخ ماهر فلحوط الذي اعتُقل مع المتني في اليوم نفسه.
وقد انتشر مقطع مصور على منصات التواصل يُظهر آثار التعذيب على جثمان المتني قبل تسليمه إلى ذويه، مما أثار حالة واسعة من الغضب والجدل على منصات التواصل بشأن الجريمة المرتكبة بحق المتني وفلحوط.
وفي تصريح لقناة الإخبارية السورية، قال الشيخ الدرزي ليث البلعوس إن "الطريقة التي قُتل بها الشيخ رائد المتني بشعة ودخيلة على مجتمعنا".
وأضاف البلعوس -وهو أحد أعيان السويداء المعارضين لسياسات الهجري- أنه توجد مخاوف حقيقية على حياة المعتقلين الحاليين لدى مليشيا "الحرس الوطني" في السويداء، مؤكدا أن الأخيرة بقيادة الهجري سلكت طريق اللاعودة، وأعمالها أصبحت مدانة من أبناء المحافظة.
أما على المنصات فقد اعتبر مغردون أن هذه الجريمة تهدف إلى كسر شوكة المعارضين للهجري، مشيرين إلى أن أسلوب التعامل يعكس نهج الهيمنة بالقوة الذي مارسه سابقا "شبيحة" بشار الأسد.
وأكد ناشطون أن "القاتل واضح للجميع، وهو الهجري وعصاباته التي تقتل حتى أبناء الطائفة الدرزية بأسلوب إرهابي"، وفق تعبيرهم.
وأضافوا أن الصمت عن هذه الجرائم يغذي وحشية الجناة، وأن اغتيال المتني تحت التعذيب ليس مجرد جريمة، بل "هو استعراض دموي للقوة من قبل شبكات إجرامية منظمة".
شبيحة بشار : ( الأسد أو نحرق البلد) = شبيحة الهجري : ( الهجري أو نحرق السويداء) https://t.co/M81mG4G7DM
— Ahmed (@JohnSmi74390996) December 3, 2025
وحذر بعض المدونين من أن ما يقوم به الهجري وحلفاؤه يستهدف جر الدولة السورية إلى التدخل لإنهاء تلك الأفعال والانتهاكات وحماية السكان، معتبرين أن هذه النزعات الانفصالية وإعادة إنتاج مظلومية جديدة تهدد السلم الأهلي.
كما دعوا الدولة إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، ومنع استخدام الطائفة الدرزية ورقة سياسية في الصراع.
في المقابل، كان لبعض المؤيدين للهجري رواية أخرى، حيث قال أحدهم "لتدركوا يا أهلنا في السويداء خطورة ما كنا مقدمين عليه، يكفيكم أن تعرفوا أن ساعات قليلة فقط فصلت بين بدء الانقلاب في السويداء (المعد له ليتحول إلى اقتتال درزي درزي يشرعن تدخّل حكومة الشرع تحت بند فض النزاع) وبين تحرك من الحرس الوطني كالبرق لاعتقال المتآمرين".
لتدركوا يا أهلنا في #السويداء خطورة ما كنَّا مُقدمين عليه يكفيكم أن تعرفوا بأن ساعات قليلة فقط (وأقول ساعات) فصلت بين بدء الانقلاب في السويداء (المُعَدّ له ليتحوَّل إلى اقتتال درزي-درزي يُشرعن تدخُّل حكومة الشرع تحت بند "فض النزاع") وبين تحرُّك #الحرس_الوطني كالبرق لاعتقال…
— ماهر شرف الدين (@mahersharafeddi) December 2, 2025
ومنذ أشهر، تسود حالة من التوتر في السويداء ذات الأغلبية الدرزية بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين من البدو، وقد تدخلت القوات الحكومية لفض الاشتباك، قبل أن تتدخل إسرائيل بقصف عناصر تابعين للحكومة ومقر هيئة الأركان في قلب دمشق ومحيط القصر الجمهوري بحجة حماية الدروز.
بعدها، تم إبرام اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار تضمنت انسحاب القوات التابعة للحكومة السورية، وعلى إثرها سيطرت مليشيات تابعة للهجري على مدينة السويداء وقرى في محيطها مع ظهور أصوات موالية للهجري تنادي بالفدرالية والانفصال، الأمر الذي تندد به دمشق التي تؤكد حرصها على وحدة سوريا والمساواة بين جميع مكوناتها.
المصدر:
الجزيرة