في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة من الجدل في العالم بعد تهديده بإرسال قوات عسكرية إلى نيجيريا ، استجابة لضغوط قاعدته الإنجيلية التي تطالب بحماية المسيحيين مما تصفه بــ"الاضطهاد الديني"، بحسب صحيفة تايمز البريطانية.
وفي تقرير إخباري مشترك لاثنين من مراسليها، قالت الصحيفة إن هذا التطور الجديد جاء عقب مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك الذي كان قد ركّز في حملاته على ما اعتبره "إبادة للمسيحيين" في نيجيريا، مستندا إلى أرقام مثيرة للجدل عن مقتل 125 ألف مسيحي وتدمير 19 ألف كنيسة خلال 15 عاما.
لكن الصحيفة تقول إنه على الرغم من أن مصدر هذه الأرقام غير واضح، لكنها تكررت في أوساط أخرى من حركة " ماغا " (اجعلوا أميركا عظيمة مجددا).
وفي منشور على منصة (تروث سوشيال) الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي، قال ترامب إنه أمر وزارة الحرب بالبدء في التخطيط لعمل عسكري "سريع وحاسم"، محذرا من قطع كل المساعدات والدعم الأميركي لنيجيريا ما لم تتخذ حكومتها إجراءات عاجلة لوقف ما اعتبرها "مجازر بحق المسيحيين".
وأشارت التايمز أن الرئيس الأميركي كرر، من على متن الطائرة الرئاسية، في اليوم التالي عزمه التدخل عسكريا، واصفا نيجيريا بأنها "بلد ملطخ بالعار"، مضيفا أن التدخل قد يشمل إرسال قوات أو شن غارات جوية.
وجاءت تهديداته -وفق الصحيفة- بعد تصريحات أدلى بها يوم الجمعة الماضي قال فيها إن "المسيحية تواجه تهديدا وجوديا في نيجيريا"، وإن "المتطرفين الإسلاميين مسؤولون عن هذه المجازر الجماعية".
وردّت الحكومة النيجيرية بأنها ترحب بالدعم الأميركي شريطة احترام سيادتها، مؤكدة أن تصريحات ترامب فُهمت كخطاب سياسي أكثر من كونها تهديدا فعليا. وأوضح الرئيس النيجيري بولا تينوبو أن بلاده "تتمسك بحرية المعتقد والتسامح الديني" وترفض وصفها بأنها دولة غير متسامحة.
وترافقت تصريحات ترامب مع حملة دعم من شخصيات دينية مؤثرة في دائرته، مثل القسيسة بولا وايت ونائب الرئيس جيه دي فانس ، في حين اعتبر القس فرانكلين غراهام أن نيجيريا تشهد "إبادة بحق المسيحيين".
في المقابل، أفادت الصحيفة أن بيانات أميركية مستقلة أشارت إلى أن العنف في نيجيريا معقد ومتعدد الدوافع، وأن ضحاياه من مختلف الأديان، حيث قُتل أكثر من 20 ألف شخص منذ عام 2020، بينهم مئات المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
من جانبها، حذّرت الأكاديمية أولاجوموكي أوياندِلي من مركز الشؤون العالمية بجامعة نيويورك من أن التركيز على هوية الضحايا الدينية أو العرقية قد يفاقم الأزمة، مؤكدة أن "ما نشهده هو عمليات قتل جماعي لا تستهدف جماعة محددة".
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت توترا هذا العام بعدما رفضت نيجيريا ضغوطا أميركية على الدول الأفريقية لاستقبال سجناء مُرحّلين من الولايات المتحدة ، في حين وافقت دول مثل أوغندا ومملكة إسواتيني الصغيرة على ذلك.
وأفادت أن موقف ترامب لا يتفق على ما يبدو مع مستشاره لشؤون العالم العربي وأفريقيا مسعد بولس ، الذي صرّح لوسائل إعلام نيجيرية الشهر الماضي بأن "جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية يقتلان مسلمين أكثر مما يقتلان مسيحيين"، مضيفا أن "المعاناة تشمل الجميع، على اختلاف مشاربهم".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة