قالت المديرتان العامتان لجمعية "إيتاخ معك – حقوقيات من أجل العدالة الاجتماعية"، المحاميتان حنان الصانع وإيلا ألون، في حديث لموقع "بكرا"، إن الاتفاق الذي وُقّع في مصر لوقف الحرب وإعادة المحتجزين يمثل بداية مرحلة جديدة وبشارة أمل بعد عامين من الحرب والمعاناة، وأكدتا أن هذه اللحظة الحاسمة تتطلب إشراك أصوات متنوعة، وفي مقدمتها أصوات النساء، حول طاولة القرار، لضمان بناء مستقبل يقوم على الأمن والاحترام المتبادل والسلام العادل.
وأضافتا أن الواقع الحالي بعد الحرب لا يحتمل الاستمرار في النهج ذاته، في ظل بقاء جثامين مختطفين في غزة، وتشريد مئات الآلاف من الناس الذين يبحثون عن العودة إلى منازلهم المهدمة، ومع هشاشة الهدنة التي تتطلب آليات تضمن ثباتها، لم يعد أمام الجميع سوى التفكير بطريقة مختلفة والعمل بأسلوب جديد يركز على الإعمار والتعافي وبناء حياة متوازنة قائمة على المساواة والسلام.
وأشارت الصانع وألون إلى أن النساء تحملن العبء الأكبر خلال الحرب، فهن من قدمن الرعاية والدعم لكبار السن والأطفال والجرحى، وتولين مسؤولية حماية الأسر في ظل تصاعد العنف والفقر وغياب الأمان. ومع ذلك، أكدن أن النساء أظهرن قيادة حقيقية وشجاعة لافتة، إذ بادرن إلى إطلاق مبادرات إنسانية واجتماعية، فردية ومؤسساتية، تهدف إلى إنهاء الحرب وبناء الحوار، وتعزيز التضامن الإنساني بين المجتمعات.
قرار مجلس الأمن
وتابعتا أن قرار مجلس الأمن رقم 1325 الصادر قبل 25 عاماً، ينص على ضرورة ضمان مشاركة النساء في مواقع اتخاذ القرار المتعلقة بالسلام والأمن، استناداً إلى إدراك أثر الحروب على النساء وقدرتهن على الإسهام في حل النزاعات. وأوضحتا أن إسرائيل كانت من أوائل الدول التي تبنت أجزاء من القرار، لكنها لم تطبقه عملياً حتى اليوم، إذ ما زالت أصوات النساء تُهمش وتُقصى من دوائر القرار.
وأكدت المديرتان أن الوقت قد حان للتوقف عن التعامل مع إشراك النساء كشعار، بل كتطبيق فعلي على أرض الواقع، سواء في مواقع القيادة أو في المفاوضات أو في رسم السياسات العامة. فالمسألة، بحسب قولهما، لا تتعلق فقط بتمثيل نصف المجتمع، بل بتوسيع آفاق التفكير وإدخال رؤى جديدة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في إدارة الصراعات وبناء المستقبل.
مؤهلات
وأضافتا أن هناك العديد من النساء المؤهلات من خلفيات مختلفة يشاركن فعلاً في مسارات غير رسمية تُعرف بـ"المسار الثاني"، وهي حوارات تشكل الأساس للتسويات المستقبلية، وأكدتا أن أصوات هؤلاء النساء يجب أن تكون حاضرة أيضاً في الطاولات الرسمية، لأنهن يحملن خبرات وتجارب حياتية يمكن أن تثري أي عملية سياسية أو اجتماعية.
وشددت الصانع وألون على أهمية العودة إلى الحديث عن السلام كخيار واعٍ وإنساني، يقوم على الاعتراف بحقوق الإنسان وحقوق النساء وبألم الآخر، معتبرتين أن السلام الحقيقي هو السبيل لبناء مناعة مجتمعية جديدة تقوم على العدالة والمساواة والأمن للجميع.
واختتمتا بالتعبير عن أملهما في أن تؤدي التحولات الأخيرة في الخطاب السياسي والاجتماعي إلى إنهاء الصراع والتوصل إلى تسوية عادلة تضمن حياة كريمة وآمنة لجميع السكان، مؤكدتين أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون تمثيل حقيقي وفاعل للنساء في مواقع القيادة وصنع القرار، وداعيتين الحكومة إلى إعداد خطة واضحة لتطبيق القرار 1325 وإشراك النساء في كل حوار حول مستقبل المنطقة.
المصدر:
بكرا