في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقاله بصحيفة واشنطن بوست، قدّم الكاتب ديفيد إغناتيوس تحليلا للقمة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ التي عُقدت أمس الخميس في كوريا الجنوبية.
ووصف القمة بأنها هدنة مؤقتة ناجحة في خضم التصعيد المتزايد للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. فبعد أشهر من التهديدات المتبادلة بفرض رسوم جمركية وإجراءات تقييدية على الصادرات، بدا أن كلا الزعيمين أدركا أخطار الانفصال الاقتصادي الكامل بين البلدين.
ونقل عن الخبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والمتخصص في الشأن الصيني، كريستوفر جونسون، القول إن "كل طرف نظر إلى حافة الهاوية وقرّر أن يتراجع"، مؤكدا أن ما حدث بمنزلة "حل مؤقت" يمنح الحكومتين فسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس.
ووافق ترامب على خفض الرسوم الجمركية المقررة بنسبة 100%، معترفا بأنها غير قابلة للاستمرار، في حين علّقت حكومة شي حظرها على صادرات المعادن النادرة التي تكاد الصين تحتكر إنتاجها عالميا، حسب المقال.
ويرى منتقدون أن هذه الخطوة تمثل تراجعا جديدا من ترامب، غير أن إغناتيوس يعتبرها تسوية براغماتية ومكسبا للطرفين، مشيرا إلى أن الزعيمين أظهرا صلابة كافية لزعزعة الأسواق وجدية، قبل أن يتوصلا إلى حل وسط قد يفتح الباب أمام عام من الدبلوماسية.
ولفت إغناتيوس إلى أن ترامب وشي يشتركان في ميلهما إلى أسلوب الحكم الفردي، وإن اختلفا في طريقة تجسيده. فكلاهما -برأيه- مشغول بإرثه الشخصي وبالترويج لذاته: ترامب من خلال شعاره "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، والرئيس الصيني عبر "فكر شي جين بينغ".
غير أن أسلوب ترامب "المتهور" المبني على الصفقات السريعة والمكاسب الفورية يتناقض تماما مع إستراتيجية شي المنضبطة البعيدة المدى، حسبما يرى الكاتب، زاعما أن الرئيس الأميركي يستمد قوته من إثارة الاضطرابات وإبرام الاتفاقات السريعة، في حين يبني نظيره الصيني نفوذه عبر التخطيط المحكم والسيطرة المنهجية.
وتناول المقال كذلك حملة شي الواسعة لمكافحة الفساد، التي طالت منذ عام 2012 أكثر من 6 ملايين مسؤول.
وأوضح أن الزعيم الصيني أقدم على تطهير صفوف الجيش من كبار ضباطه، بمن فيهم عدد من القادة البارزين في جيش التحرير الشعبي، في إطار مسعاه لاستئصال الفساد وضمان الولاء الكامل.
ووفق إغناتيوس، فإن هذا التشدد يعكس قناعة شي بأن الجيش الفاسد لا يمكنه القتال.
ويرى كريستوفر جونسون -كبير محللي الشؤون الصينية السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي يدير الآن مجموعة إستراتيجيات الصين الاستشارية- أن ترامب يسعى حاليا إلى إقامة علاقة مع شي على غرار ما كان يربط الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان بنظيره السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف ، التي كانت تقوم على التهدئة والمنفعة المتبادلة.
ومع ذلك، فإن إغناتيوس يحذر من أن ترامب قد يُسيء تقدير صرامة شي وانضباطه اللذين جعلاه خصما لا يُستهان به خلال المواجهة التجارية.
وفي ختام مقاله، يؤكد إغناتيوس أن عالما يقوده زعيمان "مستبدّان" أمرٌ مثير للقلق، "لكنه يظل أفضل من عالم يتصادمان فيه".
 المصدر:
        
             الجزيرة
    
    
        المصدر:
        
             الجزيرة
        
    
 مصدر الصورة
 
   مصدر الصورة