هاجمت قوات الدعم السريع بالمسيرات مدينة سنار، بينما هدد قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) باستهداف أي طائرة أو مسيرة تقلع من مناطق سيطرة الجيش السوداني أو حتى من دولة جارة.
وجاء ذلك في ختام يوم حافل بالأحداث شهد مهاجمة مطار الخرطوم الدولي بالمسيرات وزيارة قام بها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للمطار.
وقال حميدتي إن أي طائرة أو مسيرة تنشط في مناطق سيطرة الجيش هي هدف مشروع وكذلك المطارات التي تقلع منها حتى لو كانت في دولة جارة، على حد قوله.
وأضاف حميدتي أن الدعم السريع سيستهدف الجيش من باب حق الدفاع الشرعي، مشيرا إلى أن قواته ستوقف استهداف الجيش بالمسيرات لمناطق الدعم السريع، ومؤكدا أنه لن يستهدف المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، قالت مصادر أمنية للجزيرة إن مُسيّرات للدعم السريع شنت غارات على مدينة سنار، كبرى مدن ولاية سنار واستهدفت منشآت مدنية وعسكرية، لكن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت للهجمات.
كما أكد مصدر حكومي مطلع وآخر أمني للجزيرة أن الدعم السريع استهدف مطار الخرطوم الدولي بالمسيرات.
وبحسب المصدر الأمني فإن نحو 3 مسيرات هاجمت أطراف المطار محدثة أضرارا وإصابات محدودة، موضحا أن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم مما قلل من الأضرار.
وبشأن استئناف عمل المطار المقرر له الأربعاء، قال مصدر للجزيرة إن الأمر قيد النقاش. ويجري التداول حوله مع الجهات ذات الصلة.
من جانبه، قام رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بزيارة لمطار الخرطوم وأكد من هناك عزم الجيش على القضاء على التمرد في البلاد.
وأضاف البرهان أنه لن يكون هناك دور لمن وصفهم بالمرتزقة ومن يساندهم في مستقبل السودان ، لكنهم يرحبون في الوقت نفسه بأي مبادرة للسلام المبني على الأسس الوطنية الراسخة.
في الأثناء، تتواصل المأساة في مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، نزوح أكثر من ألف شخص من المدينة الواقعة غرب السودان خلال اليومين الأخيرين فقط وذلك جراء تفاقم انعدام الأمن.
وسبق للمنظمة أن أعلنت نزوح أكثر من 1500 شخص من المدينة بين 15 و19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، موضحة أن الوضع الأمني في المنطقة ما يزال متوترا ومتقلبا.
وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فإن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، في حين يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
في المقابل، اتهم حميدتي الجيش، الثلاثاء، بمنع المدنيين من مغادرة مدينة الفاشر لاستخدامهم دروعا بشرية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ، وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.