آخر الأخبار

هل يكشف وقف إطلاق النار مصير المفقودين في غزة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- مع انحسار أصوات القصف في قطاع غزة ، تطفو إلى السطح قضية إنسانية مؤلمة تتعلق بآلاف الفلسطينيين الذين فُقدت آثارهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل نحو عامين، إذ ما يزال مصير كثيرين منهم مجهولا بين قتلى تحت الأنقاض، أو معتقلين لدى الاحتلال أو مفقودين دون أثر.

وتأمل عائلات المفقودين أن يشكل وقف إطلاق النار بارقة أمل لمعرفة مصير أبنائها بعد انقطاع الاتصال بهم لأشهر طويلة دون دليل على وفاتهم أو أسرهم.

وتحمل وقائع الاختفاء القسري للفلسطينيين خلال حرب الإبادة تفاصيل موجعة، حيث انقطع اتصال محمد الجالوس مع أبنائه الثلاثة وزوجته وحفيده مساء الثاني من مارس/آذار 2024، أثناء وجودهم في منزلهم بمدينة خان يونس .

يقول الجالوس -للجزيرة نت- إن أحد السكان شاهد جنود الاحتلال يقتادون أفراد عائلته داخل الآليات العسكرية، ومنذ ذلك الحين لم ترد أية معلومة مؤكدة عنهم، رغم توجه العائلة إلى مؤسسات حقوقية وإنسانية عديدة ولكن دون جدوى.

وناشد الجالوس المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية، بالتحرك العاجل للكشف عن مصير أفراد أسرته، وضمان سلامتهم، ومحاسبة الجهة المسؤولة عن اختفائهم القسري.

الطبيب المفقود

قصة أخرى لا تقل ألما تعيشها آلاء مرتجى التي تنتظر منذ مارس/آذار الماضي أي خبر عن والدها الطبيب أحمد (66 عاما) وشقيقها محمد، اللذين فقدا في محيط مجمع الشفاء الطبي ب مدينة غزة خلال اجتياح قوات الاحتلال للمنطقة.

وتروي آلاء أن آخر اتصال كان بوالدها أثناء حصار منزلهما المكون من 7 طوابق، وقال لها حينها "الجيش في المنطقة والنيران اشتعلت بالطابقين الأول والثاني، نحن مختبئون في المطبخ"، وبعدها انقطع الاتصال به تماما.

وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بحثت العائلة في المكان دون العثور على أي أثر يدل على مقتلهما، وأكدت آلاء أن بعض الأسرى المفرج عنهم أبلغوها برؤية والدها في أحد السجون الإسرائيلية ، دون معرفة تفاصيل إضافية عن مكانه أو حالته الصحية.

إعلان

وطالبت العائلة المنظمات المحلية والدولية بالتدخل العاجل للكشف عن مصير الطبيب أحمد ونجله، وضمان سلامتهما ومتابعة أوضاعهما القانونية.

ووفق رئيس المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، رامي عبده، يتجاوز عدد المفقودين في غزة 5 آلاف شخص، تمكن المركز من توثيق نحو 1300 حالة منهم حتى الآن، في ظل صعوبات كبيرة تواجه التوثيق الميداني بسبب الدمار الشامل، وصعوبة الوصول إلى الأسر، وانقطاع الاتصالات، فضلا عن اعتقاد بعض العائلات أن أبناءها معتقلون لا مفقودون.

ويعتقد عبده، في حديثه للجزيرة نت، أن العدد الأكبر من المفقودين ما يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة التي يصعب الوصول إليها أو استخراج الجثامين منها بسبب انعدام المعدات المناسبة، إضافة إلى استخدام الاحتلال قوة تدميرية هائلة أدت إلى تبخر أجساد بعض الضحايا.

ويرجح أن بعض المفقودين دُفنوا دون التعرف على هوياتهم، سواء على يد مواطنين خلال عمليات النزوح أو بواسطة قوات الاحتلال التي يعتقد أنها أقامت مقابر جماعية في مناطق عدة.

ويشير عبده إلى أن الفقدان يشمل أيضا مقاتلين داخل الأنفاق وأسرى اعتقلتهم إسرائيل دون الإعلان عن أماكن احتجازهم، إضافة إلى ضحايا الهجوم الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مصدر الصورة فرق طبية تفحص جثامين سلمتها إسرائيل إلى الصليب الأحمر بعد الإفراج عنها في خان يونس جنوبي قطاع غزة (رويترز)

جهود التوثيق

ويعمل المركز الفلسطيني للمفقودين على إنشاء ملفات فردية لكل حالة عبر فريق بحث ميداني مختص يجمع البيانات من ذوي الضحايا، تمهيدا لمتابعتها قانونيا وإنسانيا.

ويستعد المركز للتعاون مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري التابع ل لأمم المتحدة (دبليو جي إي آي دي)، من خلال تزويده بمعلومات موثقة تشمل هوية المفقودين وتاريخ ومكان الاختفاء والجهات المحتملة المسؤولة، إضافة إلى تقارير دورية حول أنماط الإخفاء القسري في غزة.

ويأمل عبده أن تتكشف خلال الأسابيع المقبلة حقيقة مصير آلاف المفقودين مع استمرار عمليات انتشال الجثامين من تحت الركام، واستخدام وسائل الفحص الجيني للتعرف على الهويات، أو عبر صفقات التبادل التي تُلزم الاحتلال بتقديم معلومات عن الجثث والأسرى.

ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، سلم جيش الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثامين 150 فلسطينيا دون تزويد الجهات الفلسطينية بقوائم الأسماء، مما أثار الشكوك حول ممارسات الإخفاء القسري والتلاعب بملفات الضحايا.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنه تم التعرف على هوية 25 فقط من الجثامين، بينما بقيت 125 جثة مجهولة. وأفادت بأن بعض الجثث تحمل آثار تعذيب وشنق وتقييد للأيدي والأرجل، مما يعزز الاتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة.



دور الصليب الأحمر

وتلعب اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورا محوريا في ملف المفقودين. ووفق المتحدث باسمها في غزة هشام مهنا، تلقت اللجنة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 11 ألف بلاغ عن حالات اختفاء.

إعلان

وأوضح مهنا في حديثه للجزيرة نت أن فرق اللجنة تمكنت من إغلاق أكثر من 4 آلاف ملف بعد التعرف على المفقودين أو عبر لم شمل العائلات، بينما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين.

وبيّن أن أسباب الاختفاء متعددة، منها القتل أثناء القتال، والدفن تحت الأنقاض، والإصابات البليغة، والاحتجاز في المستشفيات أو لدى القوات الإسرائيلية، مؤكدا أن اللجنة تبذل جهودا مكثفة للتواصل مع العائلات والتحقق من المعلومات رغم صعوبة العمل الميداني في ظل تدمير البنية التحتية وتعطّل الاتصالات.

وأضاف مهنا أن فرق الصليب الأحمر تسعى لإعادة الاتصال بين الأسر والمعتقلين، وتتيح للمفرج عنهم إجراء مكالمات مع ذويهم، إضافة إلى متابعة قوائم المرضى والمحتجزين في المستشفيات الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ستصبح ظروف العمل أكثر ملاءمة لاستكمال جهود البحث وجمع المعلومات، مؤكدا أن ملف المفقودين سيبقى أولوية إنسانية قصوى لدى اللجنة الدولية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا