آخر الأخبار

هل تنجح "الوفاء لإدلب" بتأمين عودة مليون نازح لقراهم؟

شارك





إدلب- في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، انطلقت حملة "الوفاء لإدلب" برعاية المحافظة وبمشاركة واسعة من شخصيات رسمية وأهلية، بما في ذلك الرئيس السوري أحمد الشرع ، الذي عاد من جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليشهد هذا الحدث.

لم تكن الحملة مجرد مبادرة لجمع التبرعات، بل رؤية لإعادة بناء حياة مدمرة تهدف إلى تأمين عودة أكثر من مليون نازح يعيشون في أكثر من ألف مخيم في أرياف إدلب ، حيث يواجهون قسوة الشتاء دون مأوى آمن أو خدمات أساسية.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 الهلال الأحمر القطري يوزع قوارب صيد لدعم الأسر الضعيفة باليمن
* list 2 of 2 الأمم المتحدة: الجوع يفتك بعشرات الأطفال وكبار السن بالسودان end of list

وقد حققت نجاحا إذ جمعت 208 ملايين دولار في ساعات قليلة، مما جعلها أكبر حملات الإعمار في البلاد حتى الآن. ومن بين التبرعات، برزت مساهمة رمزية بقيمة 100 ألف دولار باسم أهالي قطاع غزة ، في إشارة إلى التضامن الإنساني بين الشعبين السوري والفلسطيني.

أوضاع قاسية

ولكن بعد نحو عام من سقوط النظام السوري وتشكيل حكومة جديدة، تبقى الأوضاع في إدلب كارثية حيث يعيش أكثر من مليون نازح في مخيمات عشوائية متناثرة عبر أريافها، تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الكريمة. ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد معاناتهم إذ يواجهون البرد القارس والأمطار الغزيرة في خيام بالية، دون تدفئة أو خدمات صحية وتعليمية كافية.

وزاد توقف معظم المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم للمخيمات وتحول جهودها إلى مناطق أخرى، من عزلة النازحين وفاقم أوضاعهم المأساوية.

وبعد أن كانت هذه المخيمات في الأصل حلولا ومساكن مؤقتة، تحولت إلى واقع دائم للكثيرين. ومع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر في بعض المناطق، يصبح البقاء فيها تهديدا مباشرا لحياة الأطفال وكبار السن بشكل خاص.

إعلان

كما أن البنية التحتية في قرى إدلب ومدنها ليست بأفضل حال، حيث تضم حوالي 800 مدرسة مدمرة، ومراكز صحية قليلة تعمل بطاقة محدودة، وشبكات المياه والصرف الصحي شبه معدومة في معظم المناطق، إلى جانب 250 ألف منزل و437 مسجدا بحاجة إلى ترميم أو إعادة بناء.

هذه الأوضاع تجعل العودة إلى القرى حلما بعيد المنال بالنسبة للنازحين، خاصة في ظل الفقر المدقع الذي يعاني منه معظمهم بعد سنوات من التهجير.

أهداف الحملة

وفقا لمحافظ إدلب محمد عبد الرحمن، ستُوجه الأموال التي جمعتها الحملة لتأهيل القطاعات الحيوية بإعادة بناء المدارس، وتجهيز المراكز الصحية، وإصلاح البنية التحتية مثل محطات المياه والصرف الصحي وإنارة الطرق، "لكن الهدف الأسمى هو تمكين النازحين من العودة إلى قراهم وبناء حياة كريمة".

من جانبه، قال محمد أكتع رئيس الحملة للجزيرة نت، "نسعى لتأمين احتياجات القطاعات الأساسية التي ستُمكن الناس من العودة إلى قراهم، سواء كانت مراكز صحية أو مدارس أو محطات مياه. كل منطقة لها أولوياتها، وسنوزع الأموال بناء على هذه الاحتياجات".

وأضاف أكتع أن "الوفاء لإدلب" هي المرحلة الأولى من خطة طويلة الأمد تشمل 3 مراحل، حيث ستتضمن الثانية بناء شراكات مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع خدمية، بينما ستركز الثالثة على جذب استثمارات لدعم المجتمع المحلي. وأشار إلى أن إدلب تحتاج إلى أكثر من 3 مليارات دولار لإعادة الإعمار الكامل، مما يجعل الـ208 ملايين دولار "خطوة أولية لكنها حاسمة".

مصدر الصورة حملة الوفاء لإدلب جمعت 208 مليون دولار (الجزيرة)

من جهته، تحدث النازح عمار اليوسف للجزيرة نت عن أبرز المعوقات التي تمنع سكان المخيمات من العودة إلى قراهم، وقال إنها تشمل انهيار البنية التحتية وافتقار القرى إلى الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والمدارس والكهرباء والمياه.

والعامل الأهم بالنسبة له هو الوضع المادي المتردي للمهجرين، حيث أمضى الكثيرون 14 عاما في النزوح، منها 5 سنوات في مخيمات ريف إدلب الجنوبي، مما أدى إلى استنزاف مواردهم المالية بشكل كامل. وأكد "الناس تعيش في فقر مدقع، ولا تملك المال لإعادة بناء بيوتها المدمرة التي أصبحت ركاما".

وأضاف اليوسف أن العديد من النازحين بدؤوا يعودون إلى منازلهم المهدمة، حيث يقومون بترميم ما أمكنهم وإقامة خيام للسكن بجوار الركام، في محاولة لاستعادة حياتهم رغم الظروف القاسية.

مصدر الصورة نازحون حذروا من شتاء قاسٍ ينتظرهم جراء تردي أوضاعهم الاقتصادية والإنسانية (الجزيرة)

معاناة النازحين

بدوره، عبّر النازح أحمد محمود (42 عاما) من مخيم في ريف إدلب الشمالي عن معاناته، وقال "الشتاء القادم يخيفنا. الخيمة التي نعيش فيها ممزقة والمطر يتسرب إلينا كل ليلة. لا نملك مدفأة ولا وقودا. أطفالي يرتجفون من البرد، ولا توجد مستشفيات قريبة إذا مرضوا. قريتنا مدمرة، ولا نملك المال لإصلاح منزلنا".

وأضاف للجزيرة نت "بعد 10 سنوات من النزوح، لم يعد لدينا شيء. نريد العودة، لكن كيف؟ لا ماء وكهرباء، ولا حتى جدران تقينا البرد. الشتاء الماضي كان قاسيا وخسرنا الكثير من الملابس والأغطية بسبب الفيضانات في المخيم".

إعلان

أما النازح محمد ضياء فصرح للجزيرة نت، "نقول إننا نريد العودة بعد التحرير، لكن يجب على كل شخص أن يعود إلى بلده وقريته. أنا ليس لدي منزل ولا نملك أجرة سيارة للتنقل. الفقر يقتل الناس، ليس أنا فقط، بل جميع سكان المخيمات. الوضع فيها سيئ للغاية، 3 أرباع الناس ينامون دون طعام سوى الخبز لأنهم بالكاد يستطيعون شراء رغيف".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا